أشاد المبعوث الأممي مارتن غريفيث بالجهود السعودية التي وصفها بـ«الاستثنائية» لحل الأزمة اليمنية، واتهم غريفيث في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن الدولي اليوم (الثلاثاء)، مليشا الحوثي برفض وقف إطلاق النار، وفرض اشتراطات لا تنهي الحرب، مشددا على ضرورة إنهاء النزاع في اليمن رغم أن الحوار معقد لكنه الحل الوحيد.
وقال إن الأطراف اليمنية لم تتمكن من الاتفاق، بينما يصر الحوثي على اتفاقية منفصلة حول الموانئ والمطار كشرط مسبق لمحادثات وقف إطلاق النار والعملية السياسية، فالحكومة اليمنية تطالب بتطبيق جميع الإجراءات كحزمة واحدة، بما فيها بدء وقف إطلاق النار. وأكد المبعوث الأممي أن وقف إطلاق النار له قيمة إنسانية لا يمكن إنكارها، لافتا إلى ضرورة أن تعكس أية تسوية سياسية مصالح شتى أطراف النزاع، إلا أنها يجب أن تضمن أيضا مصالح وحقوق المتضررين من النزاع، وليس فقط هؤلاء الذين يعملون على إدامته.
ولفت النظر إلى التدخل الإيراني في اليمن بالقول: «على مدار النزاع، تضاعفت وتشرذمت الأطراف السياسية والمسلحة، كما ازداد التدخل الأجنبي، وما كان ممكنا فيما يتعلق بحل النزاع في السنوات الماضية لم يعد ممكنا اليوم، وما هو ممكن اليوم قد لا يكون ممكنا في المستقبل».
وأكد أن اليمن يحتاج من أجل بقائه وسلامة ومصلحة مواطنيه إلى حكومة خاضعة إلى مساءلة شعبها ومتحدة في دعمها للحقوق الأساسية، بالإضافة إلى اقتصاد مفتوح ومزدهر، محذرا من أن كل يوم تستمر فيه الحرب هو تهديد لهذا المستقبل. وقال إن اليمن يحتاج لعملية سياسية وتسوية تشمل الجميع وتبعده عن حلقات النزاعات، لافتاً إلى أن المبادئ الأساسية واضحة وهي الشراكة السياسية، والحكم الخاضع للمساءلة، والسيادة، والعدالة الاقتصادية والاجتماعية، والمواطنة المتساوية.
وتطرق المبعوث الأممي إلى الوضع في تعز لأول مرة في إحاطاته قائلاً: «عانى سكان تعز 6 سنوات من الحرب، ورأينا تقارير صحفية شجاعة تنقل الصورة من قصف متكرر لديارهم وألغام أرضية تعيق وصولهم للمدارس وأماكن العبادة والعمل، ولا يجب أن يعيش أي أحد بتلك الطريقة، ومن المخزي لنا جميعا أن تفاهم تعز المتفق عليه في ستوكهولم لم يؤد لأي نتائج». وطالب جميع الأطراف بتقديم تنازلات واستغلال الفرص لحل النزاع، قائلاً: «أكثر ما يقلقني هو غياب محادثات سلام يمنية شاملة».