-A +A
كتب: فهيم الحامد Falhamid2@
لم يكن خامنئي الراعي الأول للإرهاب في العالم فحسب، بل نهب مقدرات الدولة وأشبع الحرس الثوري الإيراني الإرهابي وسيطر على أموال النفط، وأضحت ثروة مفسد إيران علي خامنئي تقدر بـ200 مليار دولار أمريكي. ولم يكن الإرهابي خامنئي في أي مرحلة من المراحل يرغب في تحسين اقتصاد بلاده ولم يكن حريصا على إنهاء الأزمة المعيشية على الشعب، بل كان حريصا على زيادة أمواله وصرفها على القتل والتدمير ودعم المليشيات الطائفية في العراق وسورية واليمن ولبنان وبناء ترسانة من الأسلحة النووية لتهديد الدول العربية وتجويع شعبه وأصبح 50 مليون شخص، من أصل 81 مليونا يشكلون تعداد السكان في هذا البلد، الذي يحتل المرتبة الثامنة عشرة في العالم من حيث المساحة يرزح تحت خط الفقر بسبب السياسات الفاشلة للنظام الإيراني. وعندما تعلن شبكة NBC بأن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس إمكانية رفع عقوبات الولايات المتحدة عن خامنئي ضمن الخطوات الرامية لإحياء الاتفاق النووي مع طهران، فإن مجرد تفكير إدارة بايدن برفع العقوبات عن راعي الإرهاب الأول، يعتبر تغييرا في الفكر الاستراتيجي الأمريكي، واستمرار تقديم المكافآت المجانية لنظام خامنئي وعملائه في المنطقة. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب عام 2019 قد فرضت عقوبات على خامنئي وتمنع هذه العقوبات خامنئي من السفر إلى الولايات المتحدة وإجراء أي تعاملات مالية مع الشركات الأمريكية. ومن الواضح أن فريق بايدن لم يحسب حسابات الانتقادات الشديدة المتوقعة من قبل الجمهوريين وغيرهم من معارضي الاتفاق النووي الذين سيرون في قراره هذا مؤشر ضعف إدارة بايدن. الإرهاب الإيراني منتشر في 40 دولة، ومنذ وصوله إلى السلطة عام 1979، تورَّط في عمليات اغتيال ومؤامرات وهجمات إرهابية، شملت حملة الإرهاب العالمية التي شنّتها إيران ما يقرب من 360 اغتيالا في دول مختلفة، من خلال فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ووزارة الاستخبارات والأمن الوطني، ولكن أيضا عبر أطراف أخرى ووكلاء مثل حزب الله والحشد الشعبي ومليشيات زينبيون وفاطميون وعصائب أهل الحق مستخدمين الغطاء الثقافي لتمرير الفكر الطائفي القميء. وتُعتبر إيران نظاما استبداديا، ودولة توسّعية فالركائز الطائفية التي يقوم عليها النظام، تجعل الملالى أكثر عزما على «تصدير الثورة» حيث تخدم العقيدة العسكرية التي تتبعها طهران والمرتكزة على الحرب الطائفية هذا الموقف التوسعي الإرهابي. ويدرك خامنئي أن الاستراتيجية القمعية الداخلية التي ينتهجها تحافظ على استمرارية النظام الذي منح السلاح لوكلائه في جميع أنحاء الشرق الأوسط.. وعقب ذلك كله تدرس إدارة بايدن رفع العقوبات عن خامنئي كما ألغت تصنيف الحوثي الذي وضعته الإدارة الأمريكية السابقة من قائمة الإرهاب.