مع مغادرة القوات الأمريكية أكبر قاعدة جوية في أفغانستان؛ والمعروفة باسم باغرام، آخر معاقل القوات الأمريكية في أفغانستان وتمهيداً للانسحاب الكامل في سبتمبر القادم، بدأت مرحلة جديدة لتقاسم تركة أفغانستان، التي كانت مسرحاً للحروب، منذ الاحتلال السوفيتي (الجيش الأحمر)، حتى الحرب الأهلية عقب هزيمة القوات السوفيتية، ومن ثم سيطرة طالبان، وأخيراً الحرب الأمريكية على الحركة بعد أحداث سبتمبر حتى يومنا هذا.القوات الأمريكية تغادر بعد أكثر من 20 عاماً، لم تستطع تحقيق السلام المنشود أو إنهاء الإرهاب في هذا البلد الذي كان محوراً للاستقطابات الدولية والتدخلات خصوصاً الإيرانية، حيث يسعى النظام الإيراني من جديد لخلق مساحة للنفوذ والهيمنة على أفغانستان في مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي من خلال استغلال الورقة الطائفية في تكريس لثقافتها التي تمارسها في أكثر من دولة إقليمية وعربية. التدخلات الإيرانية في أفغانستان ليست وليدة اليوم، وحتما تتعلق بثروات أو بموقع أفغانستان، ولكن الهدف الإستراتيجي لنظام خامنئي هو تحويل أفغانستان بالكامل، ولاية إيرانية، على غرار سورية والعراق ولبنان واليمن، في إطار التوازنات الجيو- إستراتيجية الإقليمية والعالمية، فضلا عن التحكم بواحدة من أكثر بلدان العالم حساسية وإنتاجاً للحركات المتطرفة، يسمح لهذه الدول ذات النفوذ أن تملك أوراقاً ضخمة لمساومة القوى العالمية الكُبرى.
فبعد مرور عقود من الزمن ما زالت أفغانستان لا تنعم بالسلام، فحركة طالبان موجودة بقوة على الأرض بل وتحقق مكاسب جديدة من خلال سيطرتها على قرى ومدن في الجنوب مع استمرار فلول تنظيم القاعدة وداعش بقوة التي ستنشط حتماً من جديد ويشجعها بلا شك على الرحيل لآخر القوات الغربية المتبقية، إذ يؤكد الخبراء أن تتجه أفغانستان لموجات جديدة من الإرهاب وإعادة تمركز الإرهابيين الأجانب من باكستان وآسيا الوسطى والغرب إلى أفغانستان لإعادة التموضع وفتح معسكرات التدريب على العمليات الإرهابية، ولن يكون الغرب قادراً على التصدي لهم لأن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان سيكون قد اكتمل بالفعل في سبتمبر القادم من دون أي ترتيبات حقيقية على الأرض للحكومة الأفغانية التي ما زالت تعاني من ضغف المؤسسات الأمنية والعسكرية، وعدم تحقيق اختراق حول محادثات السلام بين الحكومة وطالبان التي تزداد قوة يوماً بعد يوم، بينما تشن تنظيمات القاعدة وداعش هجمات أكثر جرأة من أي وقت مضى، فسيكون من الصعب لحكومة كابل التعامل مع مرحلة ما بعد الانسحاب مع غياب التواجد العسكري الأمريكي وضعف البنية التحتية الأمنية الأفغانية وعودة طالبان بقوة للساحة العسكرية، والتي من المؤكد أنها ستتهيأ للتخطيط لهجمات إرهابية من مخابئها في أفغانستان خصوصا أن قائد الجيش الأمريكي السابق الجنرال جاك كين في حديث لراديو بي بي سي قد حذر من وجود احتمال كبير لعودة القاعدة وداعش إلى الظهور مجدداً، وتوقعات بسيطرة طالبان مرة أخرى على العاصمة كابل. الصورة الأمنية المستقبلية لأفغانستان مبهمة بشكل كبير كونها تفتقر لأدنى مقومات الأمن، أو أي أفق للسلام مع وجود كلفة بشرية هائلة أودت بحياة أكثر من 47 ألف مدني أفغاني ونحو 70 ألف جندي أفغاني، إضافة إلى 2442 جندياً أمريكياً، وكلفة مادية تقدر بنحو 2.26 تريليون دولار.
فبعد مرور عقود من الزمن ما زالت أفغانستان لا تنعم بالسلام، فحركة طالبان موجودة بقوة على الأرض بل وتحقق مكاسب جديدة من خلال سيطرتها على قرى ومدن في الجنوب مع استمرار فلول تنظيم القاعدة وداعش بقوة التي ستنشط حتماً من جديد ويشجعها بلا شك على الرحيل لآخر القوات الغربية المتبقية، إذ يؤكد الخبراء أن تتجه أفغانستان لموجات جديدة من الإرهاب وإعادة تمركز الإرهابيين الأجانب من باكستان وآسيا الوسطى والغرب إلى أفغانستان لإعادة التموضع وفتح معسكرات التدريب على العمليات الإرهابية، ولن يكون الغرب قادراً على التصدي لهم لأن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان سيكون قد اكتمل بالفعل في سبتمبر القادم من دون أي ترتيبات حقيقية على الأرض للحكومة الأفغانية التي ما زالت تعاني من ضغف المؤسسات الأمنية والعسكرية، وعدم تحقيق اختراق حول محادثات السلام بين الحكومة وطالبان التي تزداد قوة يوماً بعد يوم، بينما تشن تنظيمات القاعدة وداعش هجمات أكثر جرأة من أي وقت مضى، فسيكون من الصعب لحكومة كابل التعامل مع مرحلة ما بعد الانسحاب مع غياب التواجد العسكري الأمريكي وضعف البنية التحتية الأمنية الأفغانية وعودة طالبان بقوة للساحة العسكرية، والتي من المؤكد أنها ستتهيأ للتخطيط لهجمات إرهابية من مخابئها في أفغانستان خصوصا أن قائد الجيش الأمريكي السابق الجنرال جاك كين في حديث لراديو بي بي سي قد حذر من وجود احتمال كبير لعودة القاعدة وداعش إلى الظهور مجدداً، وتوقعات بسيطرة طالبان مرة أخرى على العاصمة كابل. الصورة الأمنية المستقبلية لأفغانستان مبهمة بشكل كبير كونها تفتقر لأدنى مقومات الأمن، أو أي أفق للسلام مع وجود كلفة بشرية هائلة أودت بحياة أكثر من 47 ألف مدني أفغاني ونحو 70 ألف جندي أفغاني، إضافة إلى 2442 جندياً أمريكياً، وكلفة مادية تقدر بنحو 2.26 تريليون دولار.