انتفاضة الشعب اليمني.. لا عودة للوراء. (متداولة)
انتفاضة الشعب اليمني.. لا عودة للوراء. (متداولة)
-A +A
كتب: فهيم الحامد Falhamid2@
كانت أطماع الملالي وستظل أكبر من قدرات الثورة العاجزة عن التحول إلى دولة، ولذلك لجأت إلى الوكلاء والعملاء والمرتزقة لاستخدامهم كأدوات وبيادق تؤدي مهمات قذرة ثم يلقى بها في مكب النفايات عندما يظهر البديل، وهكذا يتعامل النظام الإيراني مع مليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن، فهو يستثمر جهالتها وطائفيتها لزعزعة الاستقرار في المنطقة، والسعي لمحاولة فرض مشروعه العنصري الإرهابي الدموي، لكن أبطال الجيش اليمني الوطني ورجال المقاومة الشعبية الباسلة، يقفون بالمرصاد أمام هكذا مشروعات تريد إعادة اليمن وشعبه إلى غياهب الجب والنسيان وتمزيقه دويلات ضعيفة، وها هي البيضاء ورجالات القبائل الأشاوس مع الجيش الشرعي والمقاومة بعد مأرب تقدم الدليل الميداني على أن اليمن كانت وستبقى لليمنيين الشرفاء وليس للخونة والعملاء، وأن مشروع طهران الطائفي لا مكان له بين اليمنيين. لقد انتفضت قبائل البيضاء عام ٢٠١٩ ضد جريمة مقتل امرأة برصاص ميليشيات الحوثي الانقلابية في منزلها بمديرية «الطفة»، والتي أثارت غضبا واسعا في مختلف القبائل بالمحافظة. وحشدت قوات الجيش اليمني قواتها مع القبائل في هجوم مفاجئ كاسح أربك صفوف الحوثيين وكبدوهم خسائر فادحة بشرية. وتتميز البيضاء بشدة أهلها وبنية شبابها الجسمانية القوية التي جعلتها طوال الحروب التي عاشتها اليمن منتصرة على أعداء البلاد. وقال وزير الإعلام اليمني معلقا في تصريحات لـ«عكاظ» على الانتصارات «البيضاء تعتبر قلب اليمن انتصارات الجيش في محافظة البيضاء هي منطلق لاستعادة الدولة، هزيمة مشاريع الدمار والعنف والإرهاب الحوثي الإيراني». وأكد الإرياني أن مليشيا الحوثي، إضافة إلى خسارتها البشرية، تم تدمير العديد من عتادها، منها أطقم عسكرية، تحمل أسلحة وذخائر.

لقد تمددت انهيارات مليشيات الحوثي الانقلابية لتشمل جبهات عديدة في محافظة البيضاء، بعد الهزيمة الموجعة التي منيت بها في مديرية «الزاهر». وتكمن أهمية محافظة البيضاء كونها تتوسط 8 محافظات، هي «مأرب وشبوة وأبين ولحج والضالع وإب وذمار وصنعاء»، خمس من تلك المحافظات «محررة»، ومنها يجري التقدم في جبهات البيضاء حاليا لتحريرها، والوصول مباشرة إلى صنعاء وذمار. وتضم المحافظة ٢٠ مديرية، وتقع إلى الجنوب الشرقي من العاصمة صنعاء، وهي من المحافظات الرافضة وغير الحاضنة للميليشيات الحوثية، وتوجد فيها مقاومات محلية في عدة مديريات تقارع الحوثيين منذ العام 2015. وتتزايد حالة الغضب الشعبي في اليمن جراء الممارسات والابتزازات والتهديدات الحوثية للقبائل في مختلف المحافظات اليمنية حتى أصبح شعار الشعب اليمني «الحوثي برّع برّع»، باللهجة اليمنية اخرج برّه بالعامية.