لن يقف النظام الإيراني مكتوف الأيدي في أفغانستان، على ضوء الفراغ الذي أفرزه الانسحاب الأمريكي الذي يشكل فرصة وتحديا في آن واحد. وستسعى طهران لحجز حصة وكعكة لها هناك حتى لا تتحول أفغانستان إلى مصدر تهديد لها، كما حدث في الماضي، حيث نجح النظام الإيراني رويدا رويدا في التغلغل في مفاصل الحكم الأفغاني وتعزيز نفوذه وتأثيره في المناطق الأفغانية ذات الأغلبية الشيعية.وترى المرجعية الإيرانية أنه من المصلحة الإيرانية القصوى في أفغانستان استبدال الوجود الأمريكي المقلق لها بموطئ نفوذ عسكري دائم هناك بدعم مليشيات «زينبيون» و«فاطميون» الطائفية التي تم تدريبها في قم، ونشرها في سورية في الماضي. وبحسب مصادر موثوقة فإن فيلق القدس الطائفي استدعى الآلاف من هذه المليشيات إلى أفغانستان لإعادة التموضع في عدد من الولايات الأفغانية.وبدأت علامات عدم الاستقرار في أفغانستان مع استيلاء حركة طالبان على مزيد من المناطق، بعد معارك مع القوات الحكومية.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال إن الفراغ «وصفة» لحرب جديدة، ما يعني أن هناك مزيدا من اللاجئين الأفغان في إيران، وهو ما لا تقبل به الأخيرة. وترفض حركة طالبان وجود أي جيوش أجنبية في أفغانستان، معتبرة أن القوات التركية قوات احتلال، وهذا ما قد يعرض الأتراك لهجمات من مسلحي طالبان، رغم أن الدور التركي الجديد في أفغانستان سيشكل لأنقرة ميدانا وشيكا لصراع السيطرة والنفوذ، إلا أنه سيضعها في المقابل في مواجهة تحديات كبيرة من طالبان إلى إيران وربما إلى حد ما مع باكستان. وكانت واشنطن قد اتفقت مع تركيا على تولي أنقرة بموجبه مسؤوليات أمنية هناك بعد الانسحاب ولاسيما تأمين مطار كابل، والمنشأة الحيوية الإستراتيجية.
وينظر الأتراك إلى هذه المهمة على أنها فرصة لهم، إذ إنه قد تساهم في تخفيف حدة التوتر مع واشنطن وتمثل لهم موطئ نفوذ في آسيا الوسطى ومكاسب أخرى. ورغم الفرص المتاحة للأتراك، فإن هناك تحديات كبيرة، ليس أقلها إيران، التي لم تعلق على الخطوة التركية في أفغانستان حتى الآن، فذلك لا يعني أنها ترحب بالأمر فهي تنظر بقلق لوجود تركيا شرق حدودها وفق مراقبين. وسيؤدي الانسحاب الأمريكي من أفغانستان إلى المزيد من عدم الاستقرار والفراغ في ذلك البلد الذي أهلكته الحروب. وتستعد إيران، التي تعتبر إحدى الجهات الفاعلة الإقليمية الأقوى في أفغانستان، لممارسة نفوذ طائفي كبير هناك بعد انسحاب الولايات المتحدة، إضافة إلى ذلك يمكن أن يُعطي هذا الانسحاب إيران فرصة لتعزيز علاقاتها مع القوى الأخرى التي تشارك في أفغانستان، مثل الهند وروسيا. ويمكن أن يُساعد زيادة نفوذ إيران في أفغانستان على التخفيف من الضغوط الاقتصادية عليها، ويعتقد بعض صناع السياسة الأمريكية أن إيران ستسعى لاستغلال الانسحاب وتقويض المصالح الأمريكية في أفغانستان. غير أن خروج القوات الأمريكية من أفغانستان والحكومة الجديدة في طهران والتوصل إلى حل ممكن للأزمة النووية يمكن جميعها أن توفر المزيد من التعاون بين طهران وواشنطن في أفغانستان، ولذا فإن بعض الخبراء يرون أن هناك توافقا غير معلن للأهداف الإيرانية في أفغانستان مع معظم مصالح الولايات المتحدة.
إن النفوذ الإيراني في أفغانستان بعد انسحاب القوات الدولية قد لا يكون مدعاة للقلق بالنسبة للولايات المتحدة،التي تُريد أن ترى أفغانستان مستقرة بقيادة حكومة خالية من سيطرة طالبان تماماً، وتسعى إيران لوقف موجة التطرف وهذه هي النظرة الاوباماوية التي تبناها بايدن نصا وروحا لاعطاء طهران موطء قدم في الفغانستان .. وتتحوط إيران في رهاناتها لكي تكون جاهزة لجملة من النتائج التي ستنعكس على الانسحاب الأمريكي ولهذا حافظت إيران على بناء علاقات وثيقة مع الطاجيك والهزارة (Hazara) في أفغانستان لكسب النفوذ السياسي والطائفي وحماية مصالحها بعد الانسحاب الأمريكي، وقد تكون طالبان منفتحة للتعامل مع إيران وهذا يعتمد على موقف طالبان تجاه إيران وتعاملها مع الشيعة الأفغان.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال إن الفراغ «وصفة» لحرب جديدة، ما يعني أن هناك مزيدا من اللاجئين الأفغان في إيران، وهو ما لا تقبل به الأخيرة. وترفض حركة طالبان وجود أي جيوش أجنبية في أفغانستان، معتبرة أن القوات التركية قوات احتلال، وهذا ما قد يعرض الأتراك لهجمات من مسلحي طالبان، رغم أن الدور التركي الجديد في أفغانستان سيشكل لأنقرة ميدانا وشيكا لصراع السيطرة والنفوذ، إلا أنه سيضعها في المقابل في مواجهة تحديات كبيرة من طالبان إلى إيران وربما إلى حد ما مع باكستان. وكانت واشنطن قد اتفقت مع تركيا على تولي أنقرة بموجبه مسؤوليات أمنية هناك بعد الانسحاب ولاسيما تأمين مطار كابل، والمنشأة الحيوية الإستراتيجية.
وينظر الأتراك إلى هذه المهمة على أنها فرصة لهم، إذ إنه قد تساهم في تخفيف حدة التوتر مع واشنطن وتمثل لهم موطئ نفوذ في آسيا الوسطى ومكاسب أخرى. ورغم الفرص المتاحة للأتراك، فإن هناك تحديات كبيرة، ليس أقلها إيران، التي لم تعلق على الخطوة التركية في أفغانستان حتى الآن، فذلك لا يعني أنها ترحب بالأمر فهي تنظر بقلق لوجود تركيا شرق حدودها وفق مراقبين. وسيؤدي الانسحاب الأمريكي من أفغانستان إلى المزيد من عدم الاستقرار والفراغ في ذلك البلد الذي أهلكته الحروب. وتستعد إيران، التي تعتبر إحدى الجهات الفاعلة الإقليمية الأقوى في أفغانستان، لممارسة نفوذ طائفي كبير هناك بعد انسحاب الولايات المتحدة، إضافة إلى ذلك يمكن أن يُعطي هذا الانسحاب إيران فرصة لتعزيز علاقاتها مع القوى الأخرى التي تشارك في أفغانستان، مثل الهند وروسيا. ويمكن أن يُساعد زيادة نفوذ إيران في أفغانستان على التخفيف من الضغوط الاقتصادية عليها، ويعتقد بعض صناع السياسة الأمريكية أن إيران ستسعى لاستغلال الانسحاب وتقويض المصالح الأمريكية في أفغانستان. غير أن خروج القوات الأمريكية من أفغانستان والحكومة الجديدة في طهران والتوصل إلى حل ممكن للأزمة النووية يمكن جميعها أن توفر المزيد من التعاون بين طهران وواشنطن في أفغانستان، ولذا فإن بعض الخبراء يرون أن هناك توافقا غير معلن للأهداف الإيرانية في أفغانستان مع معظم مصالح الولايات المتحدة.
إن النفوذ الإيراني في أفغانستان بعد انسحاب القوات الدولية قد لا يكون مدعاة للقلق بالنسبة للولايات المتحدة،التي تُريد أن ترى أفغانستان مستقرة بقيادة حكومة خالية من سيطرة طالبان تماماً، وتسعى إيران لوقف موجة التطرف وهذه هي النظرة الاوباماوية التي تبناها بايدن نصا وروحا لاعطاء طهران موطء قدم في الفغانستان .. وتتحوط إيران في رهاناتها لكي تكون جاهزة لجملة من النتائج التي ستنعكس على الانسحاب الأمريكي ولهذا حافظت إيران على بناء علاقات وثيقة مع الطاجيك والهزارة (Hazara) في أفغانستان لكسب النفوذ السياسي والطائفي وحماية مصالحها بعد الانسحاب الأمريكي، وقد تكون طالبان منفتحة للتعامل مع إيران وهذا يعتمد على موقف طالبان تجاه إيران وتعاملها مع الشيعة الأفغان.