ستؤرخ زيارة السلطان هيثم بن طارق للمملكة الأحد القادم لمرحلة جديدة للشراكة الإستراتيجية بين مسقط والرياض؛ كونها تطلق حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجال التعاون الثنائي، حيث فوض مجلس الوزراء، الثلاثاء الماضي، الوزراء بالتوقيع على مشروعات اتفاقات بين المملكة وسلطنة عمان في العديد من المجالات التي تتضمن: الشباب والرياضة، ومجال التقييس، والمجال التجاري، ومجال الإعلام المرئي والمسموع، الإذاعي والتلفزيوني، ومجال تشجيع الاستثمار، ومجال الاتصالات وتقنية المعلومات والبريد، والنقل، فضلاً عن أن البلدين يتطلعان إلى أن يسهم تأسيس مجلس التنسيق السعودي العماني في وضع رؤية مشتركة لتعميق واستدامة العلاقات بينهما ورفعها إلى مستوى التكامل في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية.. وتكرس هذه المخرجات مؤشرا إستراتيجيا لحجم وقوة وثقل الدولتين، ومكانتهما إقليميا وعربيا، ولما عرف عن قيادتي البلدين من حكمة ودراية وسعيهما الدؤوب والدائم لوحدة الصف العربي وتنقية الأجواء العربية وترتيب البيت الخليجي والعربي، وإنجاح مسيرة مجلس التعاون الخليجي.
وتتماهى «رؤية المملكة 2030» و«عمان 2040» مع بعضهما كون الرؤيتين تشتملان على العديد من المشاريع العملاقة والمتنوعة، وتدشن حراكا اقتصاديا قابلا للتدوير والتفعيل مما سيزيد من التبادل التجاري بين البلدين لآفاق أوسع وأرحب، خصوصا أن هناك نهضة متجددة في سلطنة عمان تتمثل في رؤيتها 2040، حيث يسعى البلدان إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون المشترك في مجال التجارة والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة، بما يخدم توجهات البلدين لتحقيق رؤية «المملكة 2030» ورؤية «عمان 2040»، وما تتضمنه الرؤيتان من مستهدفات ومبادرات للتنوع الاقتصادي. ويؤكد المراقبون الخليجيون أن زيارة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد إلى المملكة التي تأتي استجابة لدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تعكس عمق العلاقات السعودية العُمانية، وتبرز أهمية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية المشتركة، إذ تطمح القيادتان إلى رفع مستوى التبادل التجاري بينهما إلى مستوى أعلى، حيث بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين المملكة وسلطنة عمان في العام 2020 نحو 3.36 مليار دولار، تشمل الحديد والصلب ومنتجات كيميائية عضوية، فيما بلغت قيمة الصادرات السعودية غير النفطية إلى سلطنة عمان 1.16 مليار دولار، تشمل منتجات معدنية ومصنوعات من الحديد والصلب والأغذية.. زيارة السلطان هيثم للمملكة تؤرخ لمرحلة جديدة وستعمل على تعزيز الشراكة وتحصين البيت الخليجي.