بينما تستمر حركة طالبان أفغانستان في إحراز التقدم والسيطرة على ولايات أفغانية، وأصبحت قاب قوسين من السيطرة على قندهار، فإن طالبان باكستان بالمقابل يبدو أنها بدأت تعيد ترتيب أوراقها للخروج من كهوفها من مناطق الحدود الباكستانية الأفغانية المتاخمة وجبال وزيرستان التي تعتبر تاريخيا معقلا لها كونها تعتبر مناطق قبائل البشتون التي ترتبط عقائديا وقبائليا مع القبائل البشتونية على الطرف الآخر. إن تقدم طالبان أفغانستان سيؤدي لإحياء طالبان باكستان لجبهاتها في الداخل مجددا ما يعني دخول باكستان في موجة إرهابية على غرار ما حدث بعد أحداث سبتمبر وهزيمة طالبان في كابول.
ويرى مراقبون أن سيطرة طالبان أفغانستان ستؤدي لتشكيل حكومة ائتلافية تشارك فيها، وهذا ما تسعى إليه إسلام آباد التي ترى أن حكم أشرف غني لا يحقق الأمن والاستقرار في أفغانستان بزعمهم أنه متناغم مع التوجهات الهندية الجيوستراتيجية تجاه أفغانستان وهو ما يتعارض مع السياسة الباكستانية. وينتشر القلق في أروقة السلطة العسكرية الباكستانية، إذ يزعم أشرف غني أنها تدعم طالبان أفغانستان وهذا ما تنفيه إسلام آباد، وأكدته أحدث تصريحات رئيس الوزراء عمران خان عندما قال إن بلاده ليست مسؤولة عن ممارسات حركة طالبان في أفغانستان.
بيد أنه قال في الوقت نفسه، إن بلاده لن تتخذ أية خطوة بحق عائلات أعضاء طالبان، المقيمين على أراضيها وإن باكستان ليست ناطقة باسم طالبان، لافتا إلى وجود خيارين أمام الأفغان، الأول: الخيار العسكري الذي قال إنه تمت تجربته منذ 20 عاما ولم يجلب السلام لأفغانستان، والثاني: مصالحة سياسية شاملة بين طالبان والحكومة الأفغانية، إلا أن صعود طالبان لن يخلو من تداعيات سلبية على باكستان التي من ضمنها تعظيم نفوذ طالبان باكستان. فكما تمثل طالبان أفغانستان «رصيدا إستراتيجيا» لباكستان، فإنها يمكن أن تصبح «تهديدا إستراتيجيا» أيضا. ويظل نظام طالبان المقبل، هو البديل المناسب لباكستان مع التزام طالبان بالنظام الجمهوري، فليس من مصلحة باكستان وجود نظام ديني متشدد ستكون له تبعاته، ليس فقط على مستقبل علاقات طالبان مع المجتمع الدولي، ولكن على تقوية المتشددين الباكستانيين، وخاصة في ظل التعاون والتنسيق بين طالبان أفغانستان وطالبان باكستان. وستحتاج باكستان إلى وعود من طالبان أفغانستان في حالة سيطرتها على الحكم، بعدم منح مسلحي طالبان باكستان الملاذات الآمنة داخل الأراضي الأفغانية، وعدم السماح لهم بشن أي عمليات ضد باكستان من داخل الأراضي الأفغانية. كما سيكون لمثل هذا النظام الديني المتشدد مخاطره بالنسبة للأقلية الشيعية الأفغانية، ما قد يؤثر في علاقات طالبان بإيران، والعلاقات الباكستانية-الإيرانية.
ومن ناحية أخرى، فإن وصول طالبان إلى السلطة يمكن أن يخلق حالة من عدم استقرار بمنطقة الحزام القبلي الباكستاني، بجانب حدوث موجة جديدة من اللاجئين الأفغان داخل الحدود الباكستانية، وهذا سيؤدي إلى تأليب المجموعات العرقية من غير البشتون (الطاجيك والأوزبك والهزارة)، الأمر الذي يفسح المجال أمام تزايد نفوذ الهند وإيران اللتين تملكان علاقات قوية بهذه القوميات التي تعتبر جزءا منها من الشيعة (الهزارة).
وتمر أفغانستان بتحولات على المستوى الجيوستراتيجي العسكري والسياسي، وتثير هذه المتغيرات العديد من التساؤلات حول أدوار عدد من القوى الإقليمية. ومن بين هذه القوى تأتي باكستان، التي لعبت دورا تاريخيا في أفغانستان، يُتوقع أن يستمر خلال الفترة القادمة. لكن تظل هناك مجموعة من التساؤلات المهمة حول أولويات باكستان داخل أفغانستان خلال المرحلة المقبلة، والأوراق الأساسية التي يمكن توظيفها، وأنماط علاقاتها مع القوى الإقليمية والدولية وكيف سيكون رد فعل طالبان باكستان من خلال سجلهم الدموي الإرهابي في الداخل الباكستاني.
وبحسب الخبراء، فهناك عدة أهداف جيوستراتيجية لباكستان في أفغانستان، من ضمنها ربط أفغانستان بشبكة التحالفات الدولية الباكستانية والحفاظ على الميزة النسبية للممرات الباكستانية إلى أفغانستان وآسيا الوسطى وتوظيف الساحة الأفغانية كمسرح لإدارة الصراع التاريخي مع الهند حيث مثلت أفغانستان تاريخيا ساحة مهمة للتنافس الباكستاني-الهندي، فقد سعى الطرفان إلى توسيع دوائر نفوذهما داخل أفغانستان حيث اعتمدت باكستان تاريخيا على بناء علاقات تعاون مع الأكثرية البشتونية، وأمراء الجهاد والحرب السابقين. وفي المقابل، اعتمدت الهند على حلفائها من مكونات تحالف الشمال السابق، وخاصة الطاجيك والأوزبك.
ويرى مراقبون أن سيطرة طالبان أفغانستان ستؤدي لتشكيل حكومة ائتلافية تشارك فيها، وهذا ما تسعى إليه إسلام آباد التي ترى أن حكم أشرف غني لا يحقق الأمن والاستقرار في أفغانستان بزعمهم أنه متناغم مع التوجهات الهندية الجيوستراتيجية تجاه أفغانستان وهو ما يتعارض مع السياسة الباكستانية. وينتشر القلق في أروقة السلطة العسكرية الباكستانية، إذ يزعم أشرف غني أنها تدعم طالبان أفغانستان وهذا ما تنفيه إسلام آباد، وأكدته أحدث تصريحات رئيس الوزراء عمران خان عندما قال إن بلاده ليست مسؤولة عن ممارسات حركة طالبان في أفغانستان.
بيد أنه قال في الوقت نفسه، إن بلاده لن تتخذ أية خطوة بحق عائلات أعضاء طالبان، المقيمين على أراضيها وإن باكستان ليست ناطقة باسم طالبان، لافتا إلى وجود خيارين أمام الأفغان، الأول: الخيار العسكري الذي قال إنه تمت تجربته منذ 20 عاما ولم يجلب السلام لأفغانستان، والثاني: مصالحة سياسية شاملة بين طالبان والحكومة الأفغانية، إلا أن صعود طالبان لن يخلو من تداعيات سلبية على باكستان التي من ضمنها تعظيم نفوذ طالبان باكستان. فكما تمثل طالبان أفغانستان «رصيدا إستراتيجيا» لباكستان، فإنها يمكن أن تصبح «تهديدا إستراتيجيا» أيضا. ويظل نظام طالبان المقبل، هو البديل المناسب لباكستان مع التزام طالبان بالنظام الجمهوري، فليس من مصلحة باكستان وجود نظام ديني متشدد ستكون له تبعاته، ليس فقط على مستقبل علاقات طالبان مع المجتمع الدولي، ولكن على تقوية المتشددين الباكستانيين، وخاصة في ظل التعاون والتنسيق بين طالبان أفغانستان وطالبان باكستان. وستحتاج باكستان إلى وعود من طالبان أفغانستان في حالة سيطرتها على الحكم، بعدم منح مسلحي طالبان باكستان الملاذات الآمنة داخل الأراضي الأفغانية، وعدم السماح لهم بشن أي عمليات ضد باكستان من داخل الأراضي الأفغانية. كما سيكون لمثل هذا النظام الديني المتشدد مخاطره بالنسبة للأقلية الشيعية الأفغانية، ما قد يؤثر في علاقات طالبان بإيران، والعلاقات الباكستانية-الإيرانية.
ومن ناحية أخرى، فإن وصول طالبان إلى السلطة يمكن أن يخلق حالة من عدم استقرار بمنطقة الحزام القبلي الباكستاني، بجانب حدوث موجة جديدة من اللاجئين الأفغان داخل الحدود الباكستانية، وهذا سيؤدي إلى تأليب المجموعات العرقية من غير البشتون (الطاجيك والأوزبك والهزارة)، الأمر الذي يفسح المجال أمام تزايد نفوذ الهند وإيران اللتين تملكان علاقات قوية بهذه القوميات التي تعتبر جزءا منها من الشيعة (الهزارة).
وتمر أفغانستان بتحولات على المستوى الجيوستراتيجي العسكري والسياسي، وتثير هذه المتغيرات العديد من التساؤلات حول أدوار عدد من القوى الإقليمية. ومن بين هذه القوى تأتي باكستان، التي لعبت دورا تاريخيا في أفغانستان، يُتوقع أن يستمر خلال الفترة القادمة. لكن تظل هناك مجموعة من التساؤلات المهمة حول أولويات باكستان داخل أفغانستان خلال المرحلة المقبلة، والأوراق الأساسية التي يمكن توظيفها، وأنماط علاقاتها مع القوى الإقليمية والدولية وكيف سيكون رد فعل طالبان باكستان من خلال سجلهم الدموي الإرهابي في الداخل الباكستاني.
وبحسب الخبراء، فهناك عدة أهداف جيوستراتيجية لباكستان في أفغانستان، من ضمنها ربط أفغانستان بشبكة التحالفات الدولية الباكستانية والحفاظ على الميزة النسبية للممرات الباكستانية إلى أفغانستان وآسيا الوسطى وتوظيف الساحة الأفغانية كمسرح لإدارة الصراع التاريخي مع الهند حيث مثلت أفغانستان تاريخيا ساحة مهمة للتنافس الباكستاني-الهندي، فقد سعى الطرفان إلى توسيع دوائر نفوذهما داخل أفغانستان حيث اعتمدت باكستان تاريخيا على بناء علاقات تعاون مع الأكثرية البشتونية، وأمراء الجهاد والحرب السابقين. وفي المقابل، اعتمدت الهند على حلفائها من مكونات تحالف الشمال السابق، وخاصة الطاجيك والأوزبك.