طابور سيارات ينتظر أمام محطة بنزين في بيروت.
طابور سيارات ينتظر أمام محطة بنزين في بيروت.
-A +A
«عكاظ»(جدة)okaz_online@
يتجه لبنان تحت وطأة سياسات مليشيا «حزب الله» ليس فقط إلى الانهيار الاقتصادي والسياسي، بل إلى التناحر وسفك الدماء، إذ سقط اليوم (الإثنين) 3 قتلى، على خلفية مشاجرات بسبب أزمة الوقود التي تتفاقم يوما بعد يوم. اللافت في المعركة الدامية أنها شهدت استخدام سكاكين وأسلحة وقنابل يدوية، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

وتكشف الطوابير الطويلة في محطات الوقود عمق الأزمة الخانقة التي أغرقت لبنان الذي يعتمد على مولدات خاصة لتوليد الكهرباء، في الظلام لساعات طويلة. ويعكس سقوط القتلى حالة إحباط متنامية إزاء المشكلة المستمرة والآخذة في التفاقم.


وعزا مراقبون نقص المحروقات إلى عمليات التهريب والتخزين التي تجيدها عصابات «حزب الله»، فضلا عن العجز الحكومي من ضائقة مالية تحول دون تأمين شحنات الوقود القادم من الخارج.

لكن وبحسب هؤلاء المراقبين، فإن الأزمة تفاقمت إثر إقدام حكومة العهد على تخفيض دعمها للوقود، ما أدى إلى ارتفاع سعر غالون الوقود إلى أكثر من 220% في العام الماضي، وهو ما فجر حالة من الغضب والاستياء الشعبي العام. وسبق أن تحولت أزمة الوقود إلى أعمال عنف، عندما اندلعت اشتباكات بين سائقي السيارات في محطات الوقود بعد فترات انتظار طويلة ونفاد الوقود.

وكشفت الوكالة الوطنية للإعلام، أن قتالاً بالأسلحة النارية اندلع في إحدى الوقائع، حول صفقة بيع وقود بعد خلاف بين طرفي الصفقة أسفر عن مقتل شخصين. وقالت إن أعمال العنف بدأت في منطقة البداوي وامتدت إلى باب التبانة شمالي مدينة طرابلس. وأضافت الوكالة أن الرجلين تبادلا إطلاق النار، وخلال النزاع ألقيت قنبلة يدوية. وهرعت قوات الأمن إلى الموقع، وانتشرت حول المستشفى المحلي. وشهدت جنازة الرجلين إطلاق نار كثيف في الهواء. وأفصحت وسائل إعلام محلية، أن الشخص المسؤول عن قتلهما سلم نفسه للسلطات اللبنانية..

وتحدثت عن اشتباك آخر بالأيدي في محطة وقود في قرية بخعون التابعة لقضاء الضنية شمالي لبنان، وأسفرعن إصابة شخص نقل إلى مستشفى في مدينة زغرتا القريبة، لكنه توفي متأثراً بجروحه. وسلّم مطلق النار أيضاً نفسه للسلطات. وحذر متعاملون وموزعو وقود من خطورة الأوضاع، في وقت كشف عدد من المستشفيات عن عجزها عن تأمين وقود الديزل، ما يهدد القطاع الصحي المتعثر بالفعل بإغلاق مرافق طبية.