مع عودة طالبان لتصدر المشهد الأفغاني بتوسيع هجماتها والسيطرة على ولايات جديدة، يتساءل الجميع إن كانت الحركة ستعود بنسختها القديمة أم أن التجارب التراكمية والأخطاء التي ارتكبتها ستستفيد منها وتظهر الطبعة الجديدة 2021، متغيرة عما كانت عليه لدى ظهورها على الساحة الأفغانية قبل حوالى ربع قرن. والسؤال الأهم يتعلق بالنهج الذي تفضله طالبان بعد اكتمال سيطرتها على أفغانستان.وفي محاولة لاحتواء مخاوف الداخل والخارج بشأن موقف الحركة من المرأة والعرقيات الأخرى من غير البشتون، أصدر نائب زعيم طالبان الملا عبدالغني برادر بيانا قال فيه «نأخذ على أنفسنا التزاما باستيعاب جميع حقوق مواطني بلدنا، سواء كانوا ذكورا أو إناثا، في ضوء قواعد الدين الإسلامي المجيد والتقاليد النبيلة للمجتمع الأفغاني». وتعهد في بيان بإقامة «نظام إسلامي حقيقي» في أفغانستان. ومع تصاعد وتيرة الحرب تخشى النساء من عودة عقارب الساعة إلى الوراء وفقدان ما تحقق بشق الأنفس من حريات منذ أطاحت قوات أفغانية بطالبان عام 2001 ويخشين من تهميش أصواتهن. ويسود شعور قوي بالانتماء الطائفي في المقاطعات الأفغانية الـ34، ويحرص كل من الهزارة والبشتون والطاجيك والأوزبك على التعبير عن ذلك.
واستغلت طالبان أيضا الانقسامات في شمال أفغانستان لكسب زعماء القبائل الذين شعروا بالتهميش من قبل الحكومة في كابل من حيث التمثيل السياسي، وانضم بعضهم إلى الحركة للحصول على الحماية لأنه لم يعد بإمكانهم الاعتماد على قوات الأمن الأفغانية. وقد أفاد نهج طالبان المجموعة حيث انضم إليها العديد من الأقليات العرقية.وكانت طالبان تعتمد تقليديا ومنذ ظهورها قبل ربع قرن على عرقية البشتون، وأظهرت درجة أكبر من البراغماتية جعلتها تدخل تغييرات على تنظيمها وعلى طرق تجنيدها، وأعطت مكانا واسعا لغير عرقية البشتون من الأوزبك والطاجيك والتركمان حركة طالبان لتتصدر المشهد الأفغاني الذي لم تغب عنه منذ الغزو الذي قادته أمريكا لأفغانستان قبل 20 عاما للإطاحة بها، وأصبحت الحركة الرقم الصعب في المعادلة الأفغانية المعقدة حيث سارعت القوات الأمريكية لإعلان انسحابها، بينما تتعجل طالبان لتحقيق حلمها باستعادة سيطرتها على البلاد.
ومن المفارقات.. في زمن «القطبية الثنائية» غزا الاتحاد السوفييتي السابق أفغانستان عشية أعياد الميلاد عام 1979، مدعيا تلقيه دعوة من الزعيم الشيوعي الأفغاني بابراك كرمال لدعم حكومته «الصديقة» لموسكو، وبعد 10 سنوات من التدخل رحلت القوات الروسية من هناك «رحيلا مذلا». وكررت الولايات المتحدة التجربة لاحقا، فبعد هجمات 11 سبتمبر 2001، غزت أفغانستان للإطاحة بنظام حركة طالبان، بزعم دعمها الإرهاب وإيوائها الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن، لكن بعد ما يقرب من 20 عاما، يظل الأمل في إنهاء الكابوس الأفغاني الذي دام عقودا مرهونا بتسوية تفاوضية تشمل جميع أطياف الشعب الأفغاني عرقيا ودينيا، لأن «الحرب الأبدية» ستفاقم بؤس الشعب الأفغاني المغلوب على أمره والذي دفع ويدفع ضريبة مكلفة للصراع في أشلاء الدولة التي لم تلتئم بعد.
واستغلت طالبان أيضا الانقسامات في شمال أفغانستان لكسب زعماء القبائل الذين شعروا بالتهميش من قبل الحكومة في كابل من حيث التمثيل السياسي، وانضم بعضهم إلى الحركة للحصول على الحماية لأنه لم يعد بإمكانهم الاعتماد على قوات الأمن الأفغانية. وقد أفاد نهج طالبان المجموعة حيث انضم إليها العديد من الأقليات العرقية.وكانت طالبان تعتمد تقليديا ومنذ ظهورها قبل ربع قرن على عرقية البشتون، وأظهرت درجة أكبر من البراغماتية جعلتها تدخل تغييرات على تنظيمها وعلى طرق تجنيدها، وأعطت مكانا واسعا لغير عرقية البشتون من الأوزبك والطاجيك والتركمان حركة طالبان لتتصدر المشهد الأفغاني الذي لم تغب عنه منذ الغزو الذي قادته أمريكا لأفغانستان قبل 20 عاما للإطاحة بها، وأصبحت الحركة الرقم الصعب في المعادلة الأفغانية المعقدة حيث سارعت القوات الأمريكية لإعلان انسحابها، بينما تتعجل طالبان لتحقيق حلمها باستعادة سيطرتها على البلاد.
ومن المفارقات.. في زمن «القطبية الثنائية» غزا الاتحاد السوفييتي السابق أفغانستان عشية أعياد الميلاد عام 1979، مدعيا تلقيه دعوة من الزعيم الشيوعي الأفغاني بابراك كرمال لدعم حكومته «الصديقة» لموسكو، وبعد 10 سنوات من التدخل رحلت القوات الروسية من هناك «رحيلا مذلا». وكررت الولايات المتحدة التجربة لاحقا، فبعد هجمات 11 سبتمبر 2001، غزت أفغانستان للإطاحة بنظام حركة طالبان، بزعم دعمها الإرهاب وإيوائها الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن، لكن بعد ما يقرب من 20 عاما، يظل الأمل في إنهاء الكابوس الأفغاني الذي دام عقودا مرهونا بتسوية تفاوضية تشمل جميع أطياف الشعب الأفغاني عرقيا ودينيا، لأن «الحرب الأبدية» ستفاقم بؤس الشعب الأفغاني المغلوب على أمره والذي دفع ويدفع ضريبة مكلفة للصراع في أشلاء الدولة التي لم تلتئم بعد.