مسلحو طالبان يتجولون في مدينة فراه بعد السيطرة عليها.
مسلحو طالبان يتجولون في مدينة فراه بعد السيطرة عليها.
-A +A
محمد حفني (القاهرة) okaz_online@
تواصل حركة طالبان السيطرة على الولايات الأفغانية، وسط تساؤلات حول مدى إمكانية أن يقبل المجتمع الدولي أن تحكم طالبان أفغانستان؟.

الخبير فى الشؤون الدولية الدكتور مختار غباشي، رأى أن تصاعد قوة طالبان يمثل أمراً مقلقاً للمجتمع الدولي الذي يخشى أن يستعيد المسلحون زمام السلطة خصوصاً بعدما استولوا على نحو 50% من ولايات البلاد، وسط توقعات بالسيطرة على المزيد، مؤكدا أن طالبان عادت للانتقام. وحذر من خطر الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم «داعش» الذي يتطلع إلى ترسيخ موطئ قدم له في أفغانستان، لافتا إلى أن تعثر محادثات السلام فى هذا البلد الذي أنهكته الحروب يجعله فى مفترق طرق خطير من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية.


وشدد غباشي على أن العودة الكاملة لحركة طالبان إلى السلطة تمثل خطرا كبيرا على البلاد، والفرصة الوحيدة للحكومة الأفغانية هي إظهار مقاومة تتمتع بقوة كافية لإعادة طالبان إلى طاولة المفاوضات من جديد. ولفت إلى أن المجتمع الدولي لن يقبل أن تحكم طالبان أفغانستان نظراً للعداوة التقليدية التي تكنها الجماعات التي تحمل فكر طالبان للأوطان وللجيوش النظامية، إضافة إلى رغبتها الدائمة في تصدير أهدافها إلى المجتمعات الأخرى، وهو أمر لا تقبله المجتمعات الدولية وقوى الجوار.

وتوقع حدوث بعض السيناريوهات فى الأزمة الأفغانية من بينها أن تحصل القوى الكبرى على تعهدات واضحة وتبرم اتفاقات ملزمة ولو سرا مع الحركة بالحفاظ على الأمن الإقليمي ومصالح الدول في المنطقة خصوصاً دول الجوار، أو يتم حشد عدد من القوى الدولية في شكل تحالف من أجل فرض قيود على حركة طالبان ورفض تمددها داخل البلاد، وفى حال فشل كل ذلك سوف يكون أمام القوى الدولية والمجتمع الدولي توجيه ضربات عسكرية لها إذا لزم الأمر، متوقعا ظهور قضايا إنسانية داخل أفغانستان وزيادة عدد اللاجئين إلى الدول المجاورة إذا استمر الوضع على ما هو عليه باجتياح طالبان للمدن الأفغانية.