لا يمكن لأي مراقب للوضع في أفغانستان خصوصا السقوط المريع والسريع للجيش الأفغاني، إلا أن يتساءل عن حقيقة مليارات الدولارات التي أنفقتها واشنطن على عمليات تدريب وتسليح الجيش الحكومي؟. فالتقدم السريع لعناصر طالبان وسيطرتهم اليومية على المزيد من عواصم الولايات والمقاطعات واقترابهم من العاصمة كابول، يفتح باب الجدل حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد أخطأت ودربت وسلحت عناصر الحركة المتشددة وليس القوات الحكومية؟. فتقدم طالبان وكسب المزيد من المدن والولايات، يفضح هشاشة وضعف الجيش الأفغاني، الأمر الذي دفع صحيفة «الغارديان» البريطانية إلى القول: إن توقعات طالبان باتت صحيحة في غضون 7 أيام، فالهزيمة أضحت شاملة للقوات الحكومية، بدءا من دخول قندوز في الشمال، ثم الضربة القوية بسقوط قندهار. وتبدو وجهة طالبان الآن الزحف نحو العاصمة، ومن ثم فحتى توقعات الاستخبارات الأمريكية بسقوط كابول خلال ثلاثة أشهر باتت حبرا على ورق، إذ يبدو السقوط حتميا خلال أيام إن لم يكن خلال ساعات. باختصار، أصبحت طالبان تهيمن على أكثر من 65٪ من أفغانستان في غضون أشهر قليلة، وهنا يقول مراقب سياسي إن الفساد المستشري في المؤسسة العسكرية كشف هشاشة الجيش الأفغاني أمام مقاتلي طالبان الذين سيطروا على المدن دون مقاومة، كما أن اعترافات جنود وضباط أفغان بأنهم «غارقون في الفساد»، أضف إلى ذلك سوء الإدارة والمحسوبيات وغيرها مثل سبة كبيرة لحكومة الرئيس أشرف غني، إلا أن نقطة الضعف الرئيسية تمثلت في الإعلان المفاجئ والمتسارع للانسحاب الدولي، الأمر الذي أدى إلى تدفق أعداد من المقاتلين الأجانب للانضمام إلى طالبان.. ويبقى السؤال: أين ذهبت مليارات واشنطن التي أنفقت على التدريب والتسليح؟