ألسنة اللهب في موقع انفجار الصهريج
ألسنة اللهب في موقع انفجار الصهريج
إنقاذ أحد المصابين من موقع الانفجار
إنقاذ أحد المصابين من موقع الانفجار
-A +A
«عكاظ» (جدة)

أسفر انفجار صهريج وقود فجر اليوم (الأحد) في بلدة التليل بمنطقة عكار شمال لبنان عن سقوط نحو 107 قتلى وجرحى، حسب آخر إحصاء أعلنه الصليب الأحمر اللبناني فجر اليوم.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع الضحايا إلى 28 قتيلا و79 جريحا، وذلك بعد حصيلة سابقة أعلنت فيها مقتل 22 شخصا وإصابة 79، ووفقا للوكالة الوطنية للأنباء، مازالت عناصر الصليب الأحمر والدفاع المدني والجيش في لبنان تعمل بمساعدة الأهالي على نقل المصابين إلى مستشفيات عدة في عكار، وطرابلس، وبيروت، وسط حال من التوتر الكبير، ونداء استغاثة للتبرع بالدم في مستشفيات المنطقة للمصابين الذي أصيبوا بحروق وإصابات القسم الأكبر منها حرجة للغاية.

وتعليقا على الحادثة، قال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إن مجزرة عكار لا تختلف عن مجزرة المرفأ، مضيفا: «رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته، شفى الله الجرحى والمصابين».

وتابع: «ما حصل في الجريمتين لو كان هناك دولة تحترم الإنسان لاستقال مسؤولوها، بدءا برئيس الجمهورية إلى آخر مسؤول عن هذا الإهمال.. طفح الكيل، حياة اللبنانيين وأمنهم أولوية الأولويات».

وبحسب الوكالة، فقد أفادت بأن وقوع الضحايا كان سببه تجمع عدد من الأشخاص حول الصهريج لتعبئة البنزين من مستودع مموه اكتشفه مجموعة من الشباب بعد ظهر أمس (السبت)، وحضرت قوة من الجيش في حينه لمعالجة الأمور، وبعد مغادرة الجيش المكان ليلا حصل تدافع كبير بين أبناء المنطقة لتعبئة ما تبقى من البنزين في الخزان، حيث حصل الانفجار، فيما تجري حاليا عملية مسح منطقة موقع الانفجار بحثا عن مفقودين محتملين.

من جهته، قال رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في بيان، إن «ليل عكار الحزين أدمى قلوبنا جميعا على أبرياء سقطوا ضحية طمع من استغلوا أزمة المحروقات ليحققوا أرباحا غير مشروعة ويحرموا الناس من أبسط حقوقهم».

وأضاف: «ما حصل يستصرخ ضمائر الجميع للتعاون لإنقاذ اللبنانيين مما هم غارقون فيه من ويلات ونكبات وإهمال. وإننا عازمون على المضي في العمل الدؤوب كي لا تبقى عكار لقمة سائغة للمحتكرين وأصحاب الأطماع. رحم الله الضحايا ودعاؤنا إلى الله أن يشفي الجرحى، ويبعد عن لبنان واللبنانيين المصائب والويلات».

ووجه وزير الصحة العامة اللبناني حمد حسن نداء إلى جميع المستشفيات في عكار والشمال وصولاً إلى العاصمة بيروت لاستقبال الجرحى من الحادثة على نفقة وزارة الصحة العامة دون تردد.

وتأتي هذه الفاجعة بعد الغضب العارم الذي اجتاح الأوساط اللبنانية بعد قرار رفع الدعم عن المحروقات، وتأثيره سلبا على القطاعات الحيوية في لبنان من أفران ومستشفيات وصيدليات ومتاجر، وأسفر ذلك عن حالات لقطع الطرق واحتجاجات واسعة في معظم المدن اللبنانية، ليتدخل الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي مباشرة على خط أزمة الوقود في البلاد. إذ أعلن الجيش أمس أن وحداته داهمت محطات الوقود المقفلة لمصادرة كميات المحروقات المخزنة لديها، مشيرا إلى أن كميات الوقود المصادرة سيتم توزيعها مباشرة على المواطنين دون مقابل.