تكتسب زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل إلى «رام الله» و«تل أبيب» التى بدأها أمس«الأربعاء» دلالات وأبعاد مهمة في مسار الملف الفلسطيني الإسرائيلي، للتوصل إلى حل سياسي للقضية الفلسطينية، ومناقشة التصعيد الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وأوضح الخبير في الشؤون الفلسطينية إبراهيم الدراوي لـ«عكاظ»، أن زيارة اللواء عباس كامل إلى فلسطين وإسرائيل تحمل أربعة ملفات مهمة، تم وضعها على الطاولة في لقائه مع القيادات المسؤولة من الجانبين، أولها استمرار رفض الكيان الإسرائيلي بإعادة إعمار قطاع غزة، بالطرق السابقة التي كانت عليها في عهد رئيس الحكومة السابق بنيامين نتانياهو، ما دفع الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس بالتصعيد تدريجياً بينها وبين إسرائيل، وهو ما جعل القاهرة تحمل رسالة إلى نفتالي بينيت رئيس الحكومة ووزير دفاعه بخطورة الوضع.
وأضاف الدراوي أن الملف الثاني هو أن القاهرة، تسعى من خلال تلك الزيارة الأمنية الكبيرة إلى حالة من التهدئة العامة، التي توافق عليها المجتمع الدولي منذ وقف إطلاق النار على قطاع غزة في مايو الماضي، والاستمرار في وضع هدنة طويلة الأمد بين الجانبين، وتخفيف شدة الحصار على القطاع، مبيناً أن حكومة بينيت مذبذبة في قراراتها.
وقال إن الملف الثالث في تلك الزيارة هو الاستمرار في صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين، مؤكداً أن كامل عندما يزور رام الله أو تل أبيب فجميع الملفات التي تقودها القاهرة تعد مفتوحة، أما الملف الأخير خلال تلك الزيارة، فهو سعي القاهرة للمصالحة الفلسطينية الفلسطينية بين «حماس وفتح» بعد تعثرها مؤخراً في القاهرة، وتم تأجيلها إلى وقت غير مسمى.
وشدد الدوري على أن الحكومة المصرية تواصل جهودها الحثيثة، لتحقيق المصالحة الفلسطينية منذ بدء الانقسام منتصف عام 2007، وتحقيق قدر من الوحدة في الموقف الفلسطيني، متوقعاً وجود لقاء بين الجانبين في القاهرة خلال الأيام القادمة.
ولفت الخبير في الشؤون الفلسطينية، إلى أن الزيارة جاءت تكليفاً من القيادة السياسية المصرية، بهدف الحفاظ على ما تم التوصل إليه خلال الأحداث الأخيرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، التي من شأنها الحيلولة دون تكرارها مرة أخرى، وهو الموقف المصري الذي لقي استحساناً دولياً لاسيما من جانب الإدارة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي.
وشملت زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل، رام الله حيث التقى الرئيس محمود عباس أبو مازن ونظيره للواء ماجد علي فرج، كما سيلتقي أيضاً في زيارته رئيس الحكومة الإسرائيلي ووزير الدفاع، وعدد من القيادات العسكرية الإسرائيلية.
ونقل "كامل رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي لنظيره أبو مازن، تتضمن التأكيد على دعم مصر للقضية الفلسطينية، والعمل على تحقيق الهدوء والاستقرار بجميع المناطق الفلسطينية والإقليم.