لعب أمراء الحرب دورا رئيسيا في إصلاح أفغانستان تارة وتخريبها تارة أخرى إلا أن حجم التدمير الذي لحق بأفغانستان كان أكثر من تعميرها بسبب مصالح أمراء الحرب وتناقضات مواقفهم وحساباتهم التي بنيت على مصالح الحزب وتجاهل مصالح الدولة. ومن القيادات التي ظهرت فور سقوط أفغانستان بيد طالبان، الزعيم قلب الدين حكمتيار، أحد قادة المجاهدين في أفغانستان، الذي عاد إلى كابول قبل عدة سنوات للمرة الأولى بعد أكثر من 20 سنة.. حكمتيار في أول تصريحاته بعد سقوط كابول قال «قرّرنا أن نكون مع الشعب، مع الإسلام، مع احترام المواطن، وأن يكون هناك استقرار في كابول للكل».ويرى مراقبون أن اختيار الزعيم الأفغاني الجديد حكمتيار للحوار معه تعني أن الحركة تجس نبض حكمتيار الذي لا يزال له وزن وصوت في المعترك السياسي وشعبية في معقله بغمان.. حكمتيار كان له دور رئيسي في الحرب الأهلية قبل عقود وأسفرت عن مقتل الآلاف في كابول، وأدت إلى إلحاق دمار كبير بالمدينة. وأزيل اسم حكمتيار من قائمة الأمم المتحدة الخاصة بالإرهاب. ورحبت كل من الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية -آنذاك- بعودته للحياة السياسية في أفغانستان. ورغم إحكام طالبان سيطرتها على مفاصل الحكم إلا أنه يبدو أن الميدان السياسي سيشهد سخونة كبيرة، خاصة أن كل التوقعات تشير إلى أن طالبان ستضطر مرغمة على إشراك عناصر عرقية باشتونية - طاجيكية - أوزبكية في أي حكومة قادمة وقد يكون أمراء الحرب أو من من يمثلونهم أعضاء فيها.. ويعلم أمراء الحرب جيدا أن حصصهم ستكون متوفرة في أي حكومة إذا رغبت طالبان إثبات حرصها على مشاركة كل المكونات السياسية في الحكومة القادمة وهذا أيضا مطلب دولي.