كخلفه جواد ظريف الذي ظهر في المسرح السياسي العالمي كمهرج للنظام الإيراني؛ بدا عبداللهيان وزير خارجية النظام الإيراني الجديد في أول ظهور له خارج حدود إيران مشاركا في قمة بغداد للشراكة التي اختتمت أعمالها أمس الأول في وضع مهترئ وبائس ومترهل؛ حيث لم يكتف عبداللهيان بمخالفة الأعراف الدبلوماسية والقواعد البروتوكولية العالمية بشكل عام والدول المضيفة المعمول بها في المؤتمرات والقمم وبشكل خاص قمة بغداد، لم يكتف بذلك، بل قدم معلومات غير صحيحة في كلمته التي ألقاها أمام القادة عندما قال إن «حجم التبادل التجاري بين إيران والعراق يبلغ سنويا 300 مليار دولار». وفور أن أنهى حسين عبداللهيان كلمته، قام رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بتصحيح هذه المعلومة قائلا: إن «حجم التبادل التجاري هو 13 مليار دولار» مما عكس صفرية معلوماته حول حجم التبادل التجاري بين إيران والعراق. ولم يتردد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في تصحيح المعلومة الخاطئة لوزير الخارجية الإيراني وسط سخرية الحضور وتمتمة الوفود.وأثارت ردة الكاظمي ردود فعل عديدة على تصريح عبداللهيان في مواقع التواصل. وظهر الوفد المرافق للكاظمي مستغربا من الرقم الذي أعلنه اللهيان. لقد استضاف العراق مؤتمر التعاون والشراكة الذي جمع عددا من القادة العرب والرئيس الفرنسي ماكرون إضافة إلى مشاركة وزيري الخارجية السعودي والتركي.. وصب مستخدمو مواقع التواصل جام غضبهم على عبداللهيان معبرين عن استيائهم الشديد بعد «خرقه» البروتوكول الخاص بالتقاط الصورة الجماعية، إذ وقف في صف الرؤساء في حين كان من المقرر أن يقف في الصف الثاني مع وزراء الخارجية، إلى جانب خطئه في الحديث عن حجم التبادل التجاري بين طهران وبغداد.. لقد أكد عبداللهيان وزير خارجية خامنئي المؤكد، وكشف المكشوف عن الوجه الطائفي المقيت خصوصا أنه اجتمع خلال زيارته لبغداد مع قيادات المليشيات الطائفية العراقية مثل الحشد الشعبي وعصائب أهل الحق وبقية المليشيات الإرهابية الطائفية التي دمرت العراق. لقد جُبل نظام خامنئي على كسر قواعد وأعراف الشرعية وضرب القرارات الدولية الشرعية عرض الحائط.. وتكريس مفهوم النظام الطائفي الذي جسد الإرهاب وأضحى المثل الأعلى لرعاية الإرهاب في العالم.. وكعادة نظام طهران في سياسة خلط الأوراق، أطل اللهيان من دمشق التي أصبحت بؤرة للإرهاب الطائفي قائلا: إن علاقات بلاده مع العراق وسورية «إستراتيجية» ؛ وهو بهذه الزيارة لدمشق يعكس حرص نظام خامنئي على الاستمرار في اختطاف مقدرات الشعب السوري.ويعتبر اللهيان من الشخصيات السياسية في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بالحكومة المتشددة الجديدة برئاسة إبراهيم رئيسي، ما يجعله أحد «الألغام» التي زرعها الرئيس الجديد بالتشكيلة الوزارية لتنفيذ قرارات المرشد المفسد خامنئي. وكان اللهيان قد أعلن صراحة أن دعم المليشيات التابعة لإيران في المنطقة هو أحد برامجه الرئيسية، وأنه سينتهج أسلوب قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في مجال السياسة الخارجية الإيرانية. وكان وزير الخارجية السابق ظريف في مقطع الفيديو الذي جرى تسريبه في العام الحالي، أشار إلى أن «عبد اللهيان يحب الكاميرا!»، ويبدو هذا الحب هو الذي أسقطه في أول ظهور له.