يدّعي النظام الإيراني على لسان وزير خارجيته أمير عبداللهيان ومن خلال قمة بغداد للتعاون والشراكة أنه يريد تحقيق السلام عبر الحوار في المنطقة، والثقة المتبادلة بين الدول، وتحقيق سياسة حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لتحقيق الأمن المستدام، والتنمية المستدامة، وأنه يعمل على توفير منطقة آمنة وحرة، يلعب من خلالها العراق دورا مهما في المنطقة. ويُنظر إلى الموقف الإيراني في القمة على أنه ضمن الدعوات المضللة، التي يكررها رموزه في مختلف المحافل الدولية، باعتبار أنها تخالف عربدة إيران على الأرض، واستمرارها في تغذية الصراعات عن طريق أذرعها في اليمن والعراق ولبنان وسورية، طمعاً في زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وإقلاق سكينة شعوبها، التي تنظر إلى تصريحات وزير الخارجية الإيراني في قمة بغداد بنوع من السخرية. ويرى المراقب للأحداث في المنطقة أن إيران لم تكن يوماً مصدراً للتهدئة، ولا يمكن لها ذلك، وهي التي تدعم الحوثيين في اليمن، وتمدهم بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، ومختلف أنواع الأسلحة، غير آبهة بمآلات عربدتها، التي كانت سبباً في تدهور الأوضاع في الداخل اليمني، وتجويع شعبه، وتمزيق نسيجه الاجتماعي، اعتقاداً من هذا النظام الفاجر أنه سيؤثر على أمن واستقرار المملكة، التي تعيش أزهى عصورها. ويبقى الدور الإيراني الهدّام في حالة تزايد في الداخل اللبناني، ودعمه لحزب الشيطان، الذي أوصل الحال في لبنان إلى وضع يدعو إلى الشفقة، وأجبر الشعب اللبناني على استجداء العالم لتحسين أوضاعه الاقتصادية المتدهورة، بسبب استمرار تدخلات النظام الإيراني في شؤونه الداخلية بشعارات زائفة لم تعد تنطلي على الشرفاء في لبنان الجريح. ولم يلتفت أبناء العراق إلى مزاعم وزير الخارجية الإيراني، وهو يشير إلى أن نظامه يحرص على سلامة العراق والعراقيين، لأنهم يعلمون أكثر من غيرهم أن إيران تقف خلف الاختلالات الأمنية في بلادهم، والأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي يعانون منها، وإصراره على دعم المليشيات الإرهابية في بعض المحافظات لتحقيق مصالح إيران على حساب العراق، الذي يأمل في تجاوز أزماته ومعالجة أوضاعه الهشة، التي تتطلب مؤازرة عربية، بعيداً عن الدعوات الإيرانية المضللة.