استفاق العالم صبيحة أمس (الثلاثاء) على أفغانستان مع المشاهد الاحتفالية بجلاء آخر القوات الأمريكية بعد ٢٠ عاما، لتطوي صفحة حروب لم يعرف أحد ماذا حققت ولماذا اندلعت؟ وفي حين كان الرئيس جو بايدن يلقي خطاباً إلى الأمّة الأمريكية بشأن الانسحاب من أفغانستان، كان مقاتلو حركة طالبان يطلقون النار في الهواء احتفالاً بسيطرتهم على مطار العاصمة بعد إقلاع آخر طائرة عسكرية أمريكية من كابول.. لقد اضطرت واشنطن إلى خروج متعجل من أفغانستان في أعقاب عمليات إجلاء جوي ضخمة وفوضوية على مدى الأسبوعين الماضيين خصوصا أن الصور المفزعة لآلاف الأفغان وهم يحاولون باستماتة الدخول للطائرات العسكرية الأمريكية بعد انهيار حكومة أشرف غني وسيطرة طالبان، استثارت إحساسا بأننا أمام إحدى الانعطافات الكبرى في تاريخ العالم مع ابتعاد أمريكا عن العالم. هذه السياسة «الانعطافية» الأمريكية تركت أفغانستان تتقاذفها أمواج القوى الإقليمية، فبعد عقدين من الحروب انهار كل شيء ولم يتحقق أي شيء، حيث صرفت واشنطن المليارات من الدولارات في تدريب الجيش الأفغاني والنتيجة كانت صفرية. إن إخفاق إدارة بايدن في التخطيط الوافي لتلافي الانهيار السريع في أفغانستان شكل أكبر فشل لها خلال المدة التي انقضت من فترة رئاسته في مجال رسم السياسات الخارجية. لقد سبق لأمريكا التعافي من هزيمة مهينة عندما انسحبت من فيتنام في عام 1975. لكن اليوم السيناريو مختلف تماما، فالموقف الأمريكي يعكس إستراتيجية فاجأت الجميع خصوصا أن أهمية أفغانستان تكمن في أنها تقع على طريق التجارة في جنوب ووسط آسيا، وهي منفذ إلى شمال الهند وباكستان ويخرج منها طريق إلى شمال إيران وآسيا الوسطى. ويبقى السؤال الأهم متى ستعلن الحكومة الموسعة الأفغانية؟ ومتى سيتم الاعتراف بحكم طالبان؟ لقد قالت صحيفة الغارديان البريطانية أمس، إن المجتمع الدولي يحاول التوصل إلى اتفاق على الشروط الواجب توافرها للاعتراف بحركة طالبان وشرعية حكمها لأفغانستان، وسط تقارير عن خلافات بين قوى عظمى، بعد أن طالبت روسيا بإلغاء القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على البنك المركزي الأفغاني منذ استيلاء طالبان على السلطة في أوائل الشهر الماضي.. وكانت موسكو وبكين تغيبتا عن التصويت على مشروع قرار تجاهل رفع تجميد احتياطيات الذهب والعملات الأجنبية المملوكة لأفغانستان، مطالبتين بالإفراج عن تلك الأصول فورا لتعزيز أداء العملة الوطنية التي تعاني من الانهيار في أفغانستان.. ويعول المجتمع الدولي على وعي حكومة طالبان الجديدة عبر التطمينات لكافة الشرائح الأفغانية بأن تكون حكومة طالبان حكومة عدل ومساواة وحكومة جميع الأفغان، وبالمقابل ترسل طالبان رسائل تطمين لدول جوارها والعالم أنها لن تكون المنطلق والقاعدة لتهديد أمن هذه الدول. وأفادت مصادر لوكالة سبوتنيك نقلاً عن مصدر في حركة طالبان، بأن هناك توجهاً لتعيين الملا عبدالغني برادر وزيرا للخارجية، فيما تم الاتفاق على تعيين يعقوب محمد عمر وزيرا للدفاع.
وأضاف المصدر أنه سيتم تعيين مولوي جلال الدين حقاني نجل خليفة حقاني، وزيرا للداخلية في الحكومة الأفغانية المقبلة. وعلمت «عكاظ» من مصادرها أن أول حكومة لطالبان صنعت في قندهار وستعلن في كابول خلال أيام.
وأضاف المصدر أنه سيتم تعيين مولوي جلال الدين حقاني نجل خليفة حقاني، وزيرا للداخلية في الحكومة الأفغانية المقبلة. وعلمت «عكاظ» من مصادرها أن أول حكومة لطالبان صنعت في قندهار وستعلن في كابول خلال أيام.