سقوط كابول بيد حركة طالبان وضع أفغانستان في قلب حدث عالمي مجددا، مغيرا قواعد اللعبة راسما خارطة جديدة ومعلنا انتهاء حرب استغرقت عقودا، بعد انسحاب أمريكي جعل صناع القرار يشاهدون هزيمة أكبر قوة في العالم، متساوية مع الاتحاد السوفييتي سابقا الذي خرج من الدولة نفسها ولكن بسيناريو دموي مختلف.
ما بين سيطرة طالبان على كابول في 15 أغسطس عام 2021 وتفجيرات 11 سبتمبر 2001 عشرون عاما من اختلاط الأوراق الأفغانية والإقليمية والدولية.. وما بين طالبان 1996 وطالبان 2021 تعقيدات ومصالح إقليمية وخصوم ومتنافسون ومتحالفون على المصالح المعقدة في هذا البلد الذي دمرته الصراعات والحروب.
في 2021 ظهرت النسخة الجديدة من طالبان أفغانستان كما دشنت حقبة جديدة أمام تغيرات «جيوسياسية وإستراتيجية» كبرى تغيرت قواعد اللعبة ووضعت الصين في صدارة المشهد الإقليمي والعالمي وانكفأت أمريكا على نفسها تنتظر معركة في ضفة أخرى من هذا العالم.
قد يرى بعض المراقبين في سيطرة طالبان على أفغانستان دون إراقة قطرة دم وبطريقة سلسة مفاجأة كبرى إلا أن الراسخين في الشأن الأفغاني يعتبرون الخروج غير المنظم للأمريكيين وكأن هناك من يضع المطارق على رؤوس القوات الأمريكية إلى جانب يأس الشعب الأفغاني من حكومة أشرف غني هو الذي أدى إلى دخول قوات طالبان لكابول بسلاسة، تبعها إعلان واضح من قبل طالبان بعدم الانتقام من الخصوم وهو الذي خلق مشهدا مغايرا لما اعتاد الشعب عليه، واضعين في الاعتبار مشهد عام 1996 نصب أعينهم. وهناك عدة مشاهد رسمت صورة ذهنية جديدة للحركة.. وجاء إعلان طالبان عن الحفاظ على حقوق المرأة، والسماح للصحافة بممارسة عملها بحرية مطلقة وعدم الانتقام والعفو عن قيادات المرحلة الماضية وعدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة، ليخلق مناخا إيجابيا وفي الوقت نفسه أوجد مطالبات بردف القول بالفعل.
هذه ليست المرة الأولى التي يترك العالم ما في جعبته من أزمات تراكمية واختناقات اقتصادية وحرائق وأوبئة، ويلتفت نحو أفغانستان باهتمام، وأمل، وتفاؤل.. مع قلق وتخوف وهواجس.
في كل مرة كان العالم يتابع قواعد اللعبة في أفغانستان عبر عدة لاعبين من أمراء حرب وقبائل وجهات دولية وأكثر من خصم في ملعب واحد، لكن الحكاية الأفغانية هذه المرة مختلفة، فهناك لاعب واحد وهي طالبان كطرف أساسي وللمرة الأولى منذ بدأت الأحداث الصعبة في سبعينيات القرن الماضي. وجاء سقوط القصر الرئاسي في 15 أغسطس ذات يوم ساخن في صيف 2021، ليعلن «النسخة الثانية» من طالبان حيث أعادت الحركة رسم صورتها الجديدة لطمأنة الجيران وتهدئة مخاوف داخلية وخارجية.
لقد كان غزو أفغانستان قرارا جمهوريا، اتخذه 3 من القيادات الأمريكية هم الرئيس جورج بوش الابن، ونائبه ديك تشيني، ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001. أما قرار خروج القوات الأمريكية من أفغانستان وعقد محادثات سلام مع طالبان فقد اتخذه الرئيس ترمب نفسه. وجاء الرئيس بايدن ليتخذ القرار بطريقة فاجأت الجميع كون ما تخلله من مهازل جعل العالم كله يتحدث عن أمريكا المهزومة.
لقد ظل النظام الذي خَلَفَ حركة طالبان عام 2001 يستعين في اقتصاده بالمعونات الأمريكية، وفي استقراره السياسي بالدعم الأمريكي، وكان لا بد في النهاية أن يسقط كونه نظاماً هشاً، ولا يمكن لقواته أن تصمد في مواجهة حركة مسلحة متمرسة ذات شعبية عالية.. ما بين حادثة 11 سبتمبر2001 و15 أغسطس 2021.. 20 عاما ومئات الآلاف من القتلى والجرحى.. وصرف تريليونات من الدولارات..
إنه زمن المفاجآت.. في حقبة طالبان.
ما بين سيطرة طالبان على كابول في 15 أغسطس عام 2021 وتفجيرات 11 سبتمبر 2001 عشرون عاما من اختلاط الأوراق الأفغانية والإقليمية والدولية.. وما بين طالبان 1996 وطالبان 2021 تعقيدات ومصالح إقليمية وخصوم ومتنافسون ومتحالفون على المصالح المعقدة في هذا البلد الذي دمرته الصراعات والحروب.
في 2021 ظهرت النسخة الجديدة من طالبان أفغانستان كما دشنت حقبة جديدة أمام تغيرات «جيوسياسية وإستراتيجية» كبرى تغيرت قواعد اللعبة ووضعت الصين في صدارة المشهد الإقليمي والعالمي وانكفأت أمريكا على نفسها تنتظر معركة في ضفة أخرى من هذا العالم.
قد يرى بعض المراقبين في سيطرة طالبان على أفغانستان دون إراقة قطرة دم وبطريقة سلسة مفاجأة كبرى إلا أن الراسخين في الشأن الأفغاني يعتبرون الخروج غير المنظم للأمريكيين وكأن هناك من يضع المطارق على رؤوس القوات الأمريكية إلى جانب يأس الشعب الأفغاني من حكومة أشرف غني هو الذي أدى إلى دخول قوات طالبان لكابول بسلاسة، تبعها إعلان واضح من قبل طالبان بعدم الانتقام من الخصوم وهو الذي خلق مشهدا مغايرا لما اعتاد الشعب عليه، واضعين في الاعتبار مشهد عام 1996 نصب أعينهم. وهناك عدة مشاهد رسمت صورة ذهنية جديدة للحركة.. وجاء إعلان طالبان عن الحفاظ على حقوق المرأة، والسماح للصحافة بممارسة عملها بحرية مطلقة وعدم الانتقام والعفو عن قيادات المرحلة الماضية وعدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة، ليخلق مناخا إيجابيا وفي الوقت نفسه أوجد مطالبات بردف القول بالفعل.
هذه ليست المرة الأولى التي يترك العالم ما في جعبته من أزمات تراكمية واختناقات اقتصادية وحرائق وأوبئة، ويلتفت نحو أفغانستان باهتمام، وأمل، وتفاؤل.. مع قلق وتخوف وهواجس.
في كل مرة كان العالم يتابع قواعد اللعبة في أفغانستان عبر عدة لاعبين من أمراء حرب وقبائل وجهات دولية وأكثر من خصم في ملعب واحد، لكن الحكاية الأفغانية هذه المرة مختلفة، فهناك لاعب واحد وهي طالبان كطرف أساسي وللمرة الأولى منذ بدأت الأحداث الصعبة في سبعينيات القرن الماضي. وجاء سقوط القصر الرئاسي في 15 أغسطس ذات يوم ساخن في صيف 2021، ليعلن «النسخة الثانية» من طالبان حيث أعادت الحركة رسم صورتها الجديدة لطمأنة الجيران وتهدئة مخاوف داخلية وخارجية.
لقد كان غزو أفغانستان قرارا جمهوريا، اتخذه 3 من القيادات الأمريكية هم الرئيس جورج بوش الابن، ونائبه ديك تشيني، ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001. أما قرار خروج القوات الأمريكية من أفغانستان وعقد محادثات سلام مع طالبان فقد اتخذه الرئيس ترمب نفسه. وجاء الرئيس بايدن ليتخذ القرار بطريقة فاجأت الجميع كون ما تخلله من مهازل جعل العالم كله يتحدث عن أمريكا المهزومة.
لقد ظل النظام الذي خَلَفَ حركة طالبان عام 2001 يستعين في اقتصاده بالمعونات الأمريكية، وفي استقراره السياسي بالدعم الأمريكي، وكان لا بد في النهاية أن يسقط كونه نظاماً هشاً، ولا يمكن لقواته أن تصمد في مواجهة حركة مسلحة متمرسة ذات شعبية عالية.. ما بين حادثة 11 سبتمبر2001 و15 أغسطس 2021.. 20 عاما ومئات الآلاف من القتلى والجرحى.. وصرف تريليونات من الدولارات..
إنه زمن المفاجآت.. في حقبة طالبان.