قبل أكثر من ٣ عقود ظهر الزعيم الأفغاني أحمد شاه مسعود (الأب) قائداً ضد الاحتلال السوفيتي (آنذاك)، ولعب دورا كبيرا في إخراج القوات السوفيتية من أفغانستان، حيث تحصن في وادي بنجشير طوال حرب السوفيت، ما أكسبه لقب «أسد بنجشير». ويعتبر مسعود القائد الأفغاني الوحيد الذي لم يغادر أفغانستان طوال حقبة الاحتلال السوفيتي. وقبل 25 عاماً قاد أحمد شاه مسعود جبهة قوية ضد حركة طالبان وأفشل محاولاتها في السيطرة على الوادي. ويعيد التاريخ نفسه، حيث يقود نجله أحمد شاه مسعود (الابن) الحرب ضد الحركة التي عادت لحكم أفغانستان مرة أخرى في ١٥ أغسطس الماضي بعد فشل المحادثات بين الحركة وجبهة مسعود المتحصنة في جبال وادي بنجشير. وأعلنت حركة طالبان يوم 23 أغسطس الماضي إرسال قواتها للسيطرة على ولاية بنجشيز وتم الوصول إلى هدنة، وريثما اندلعت المواجهات العنيفة وسط معلومات بتقدم قوات الحركة والسيطرة على عدة مدن في الوادي، وتقهقر قوات مسعود واحتمالات سقوط الولاية بأيدي طالبان، وهروب مسعود إلى طاجيكستان.قصة وادي الأسود الخمسة لا يمكن أن تبدأ أو حتى تنتهي إلا بالقائد أحمد شاه مسعود الذي اغتيل في تفجير انتحاري في معقله قبل يومين فقط من تفجيرات 11 سبتمبر. وفي أوائل تسعينات القرن العشرين، أصبح مسعود وزيراً للدفاع ثم نائباً للرئيس رباني. وعام 1996 وبعد انهيار حكومة رباني، أسس مسعود «تحالف الشمال» ضد حركة طالبان؛ هذا الائتلاف تضمن دوستم وإسماعيل خان وعبد رب الرسول سياف، كما ضم سياسيين ودبلوماسيين بارزين مثل عبدالرحيم غفورزاي وعبدالله عبدالله ومسعود خليلي. وكان مسعود (الابن) وقت اغتيال والده يبلغ من العمر 12 عاماً.. ولم يسقط إقليم بنجشير في أيدي طالبان مثلما سقطت المدن والمحافظات الأخرى. بعد سيطرة طالبان غادر مسعود إلى بنجشير مع مجموعة من الشخصيات المهمة من ضمنهم نائب الرئيس الأفغاني أمر الله وأسس حزباً سياسياً يطلق عليه «جبهة المقاومة الوطنية»، وشكل جيب مقاومة في الوادي، حيث تجمعت فلول القوات الحكومية وجماعات من مليشيات أخرى. وأنهى مسعود (الابن) دراسته في إيران، وبعدها انتقل إلى إنجلترا والتحق بالكلية العسكرية «سانت هيرست».
وتلعب الديموغرافيا دورا مهما في مقاومة بنجشير لطالبان، حيث تقطن الولاية أغلبية من عرقية الطاجيك، المناهضة لحركة طالبان، لأسباب عرقية وتاريخية، ويعتقدون أن طالبان، الذين ينتمون في أغلبيتهم إلى إثنية الباشتون سوف يسعون للهيمنة على كامل أفغانستان. الوضع العام في وادي بنجشيز يمثل ملفاً حاسماً لتحديد مستقبل أفغانستان. وبحسب المراقبين، فإن بعض دول الجوار وقوى إقليمة تريد لملف الوضع العسكري في وادي بنجشير أن يكون الورقة الجديدة لزعزعة الوضع في أفغانستان والدفع بأطروحة «أن طالبان عاجزة عن الإمساك بالوضع العسكري والأمني في البلاد». وتقع ولاية بنجشير على بعد 130 كيلومترا شمال شرقي كابول، وتبلغ مساحتها 3610 كيلو مترات مربعة، وعدد سكانها 173 ألف نسمة، وغالبيتهم من قومية الطاجيك التي ينتمي إليها أحمد مسعود أيضاً. ويُعرف الإقليم باسم «بنجشير»، وتعني خمسة أسود باللغة الفارسية، لكن العرب يطلقون عليها اختصاراً اسم بانشير، ويشار إليه باسم وادي بنجشير لأنه محاط بالجبال الشاهقة.
وتلعب الديموغرافيا دورا مهما في مقاومة بنجشير لطالبان، حيث تقطن الولاية أغلبية من عرقية الطاجيك، المناهضة لحركة طالبان، لأسباب عرقية وتاريخية، ويعتقدون أن طالبان، الذين ينتمون في أغلبيتهم إلى إثنية الباشتون سوف يسعون للهيمنة على كامل أفغانستان. الوضع العام في وادي بنجشيز يمثل ملفاً حاسماً لتحديد مستقبل أفغانستان. وبحسب المراقبين، فإن بعض دول الجوار وقوى إقليمة تريد لملف الوضع العسكري في وادي بنجشير أن يكون الورقة الجديدة لزعزعة الوضع في أفغانستان والدفع بأطروحة «أن طالبان عاجزة عن الإمساك بالوضع العسكري والأمني في البلاد». وتقع ولاية بنجشير على بعد 130 كيلومترا شمال شرقي كابول، وتبلغ مساحتها 3610 كيلو مترات مربعة، وعدد سكانها 173 ألف نسمة، وغالبيتهم من قومية الطاجيك التي ينتمي إليها أحمد مسعود أيضاً. ويُعرف الإقليم باسم «بنجشير»، وتعني خمسة أسود باللغة الفارسية، لكن العرب يطلقون عليها اختصاراً اسم بانشير، ويشار إليه باسم وادي بنجشير لأنه محاط بالجبال الشاهقة.