لا يزال الرأي العام العالمي منهمكا كثيرا ومتابعا لما يجري في أفغانستان اليوم، لا بسبب قلقه على مآلات الحريات وحقوق المرأة وطبيعة الحكم فحسب، وإنما ـ أيضا، وهو الأهم ـ بما يعنيه حكم طالبان بالنسبة للعالم، خاصة ما يتعلق بموقفها من جماعات العنف والإرهاب التي تلتقي معها الحركة على محاور أيديولوجية لا يمكن تجاهلها، وعلى رغم تطمينات قادة طالبان وتعهداتهم التي لم تتجاوز الأقوال؛ حيث دعا قادة العالم الواحد تلو الآخر إلى ضرورة تشكيل حكومة موسعة وهذا لم يتم حتى هذه اللحظة بسبب تفاوت وجهات النظر بين قادة الحركة وظهور تباينات حولها وهذا ما أدى إلى عدم إصدار الحركة قرارات تشريعية واضحة مكتوبة تُحَدّد فيها موقفها الصريح والمفصّل من كل القضايا الإشكالية المُلِحّة التي على ضوئها سيتحدّد مستقبل أفغانستان. وثمة تصريحات مُطمئِنة، لكنها تصريحات عامة، غير محدّدة، يُطْلقها مَن لا يملك القرار النهائي، وتصدر على شكل مجاملات صحفية، أو على هيئة تعبير دبلوماسي من هذا القيادي الطالباني أو ذاك؛ فكأنما تُعَبِّر عن رغبات، أو حتى عن وعود كلامية عابرة؛ لا تتحمل فيها أية مسؤولية مؤسساتية قانونية تفرض عليها شيئا من الالتزامات مستقبلا ويسودها السلام والتعددية وعدم إقصاء الآخر، وتحقيق المصالحة مع باقي الجماعات الأفغانية العرقية وتضمينها في حكومة موسعة.. والتقت مصالح المجموعة الغريبة مع بعضها البعض حول مستقبل أفغانستان في مرحلة ما بعد سيطرة طالبان؛ فيما تتعارض مواقفها من الخصوم الجيوسياسيين من جديد مع المحور الشرقي. وقد صوّرت موسكو والصين الانسحاب الأمريكي العاجل على أنه هزيمة مهينة لقوة عظمى في طور الانحدار ولكل من الدولتين مصالح مهمة في أفغانستان، وهما في مكانة جيدة تخوّل لهما لعب دور صناع القرار الإقليمي والعالمي. ولوحظ تماهي موسكو وبكين في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، التي أقيمت أخيرا في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، والتأكيد على الأهمية التي تعيرها هذه البلدان للأوضاع الناجمة عن وصول حركة «طالبان» إلى السلطة في أفغانستان، على وقع تصاعد المخاوف من احتمال انتشار الإرهاب، وتهريب المخدرات في الفضاء المجاور، فضلاً عما كشفت عنه الصين وروسيا بشأن ما يراودهما من قلق تجاه احتمال التوسع العقائدي بين الأقليات في الصين وروسيا وآسيا الوسطى..
بالنسبة لطالبان لا تزال هذه فرصتهم لإثبات أن بإمكانهم أن يحكموا بعيداً عن مجموعات مثل تنظيم القاعدة، ويمكن للمساعدات الدولية اللازمة أن تساعد طالبان في إحكام سيطرتها على السلطة. إلا أن التباينات داخل الحركة وظهور آراء مختلفة أديا إلى بطء اتخاذ القرار ولهذا اضطر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إلى الإعلان عن قيام باكستان بالتدخل لإقناع طالبان بتشكيل حكومة موسعة. وتشير المصادر إلى أن تدخل باكستان يهدف أيضا لاحتواء التباينات داخل أوساط الحركة.
بالنسبة لطالبان لا تزال هذه فرصتهم لإثبات أن بإمكانهم أن يحكموا بعيداً عن مجموعات مثل تنظيم القاعدة، ويمكن للمساعدات الدولية اللازمة أن تساعد طالبان في إحكام سيطرتها على السلطة. إلا أن التباينات داخل الحركة وظهور آراء مختلفة أديا إلى بطء اتخاذ القرار ولهذا اضطر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إلى الإعلان عن قيام باكستان بالتدخل لإقناع طالبان بتشكيل حكومة موسعة. وتشير المصادر إلى أن تدخل باكستان يهدف أيضا لاحتواء التباينات داخل أوساط الحركة.