index
index
-A +A
-
أشاهد البيرق السعودي مرفرفا في سماء الرخاء والازدهار منذ أن وعيتُ ومنذ أن وطئت قدماي هذه الدار، وبصفتي مقيما في المملكة منذ صباي أعتبر شاهدا على ما مرت به من تغييرات جذرية، فقد كان أول عهدي بها عهد الملك فهد رحمه الله، وما زلتُ أذكر على مر السنين تقلب أصفر السعودية -أراضيها وصحاريها- إلى ما يعكس لون لوائها الأخضر في شتى الميادين التي أثبتت فيها السعودية قيادة وشعبا أنها قادرة على أن تتخطى الصعاب، وتلامس السحاب، بل ما وراء الأفق.

فالجهد الذي بدأه وبذله المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله في توحيد المملكة مر بخلفه الملك سعود الذي سار على دربه، وأرسى أسس التعليم.


ثم انتقلت مسيرة إنماء المملكة إلى الملك فيصل الذي سكَّ سُمعة المملكة العربية السعودية ذهبا إبريزا على الصعيد العالمي، أما على الصعيد المحلي فقد أنجز في قطاع النفط ما أخصب الفلاة، وأعشب العراء، وأنبت البيداء.

ثم تسلمَّ الملك خالد زمام الزعامة فأخذ بالمملكة مأخذ التطور والنمو في شتى القطاعات والمجالات، فقدَّم المملكة في شخوصها نحو المستقبل سيرا على أسلافه الملوك.

ثم أتى خامس ملوك المملكة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد وقد اتسم عهده في التمدن بالتكامل المتعدد الاتجاه، وترك بصمات اقتصادية، وأدخل إصلاحات إدارية، وأخذ بالتعليم، وتنمية الموارد البشرية، والزراعة والصحة إلى آفاق أرحب وأوسع.

ثم قاد الملك عبدالله البلاد، وأنشأ شبكة من الجامعات، وأرسى قواعد مكافحة الفساد، وقدم البرنامج الابتعاثي، واهتم بالنقل والمواصلات، ووطَّد التطور الحضاري، وكسب محبة شعبه.

ومنذ عام (٢٠١٥) دخلت المملكة العربية السعودية في عهد جديد من النهضة عهد الملك سلمان حفظه الله، والقاسم المشترك في جميع ملوك المملكة ابتداء من المؤسس وحتى اليوم اهتمامهم بالحرمين الشريفين وخدمتهما والعناية بكل ما يتعلق بهما دق أو جل.

وقد أنشأ الملك سلمان خطة مستقبلية لعهد ما بعد النفط، تلك الخطة التي يمسك بزمامها ولي العهد الأمير الشاب الأمير محمد بن سلمان، والتي تمثل طموح المملكة العربية السعودية، وتجسد قيادتها وزعامتها للعالم الإسلامي

وقبيل أن يصبح عمر المملكة العربية السعودية 100 عام تكون السعودية قد احتفت بنجاح خطتها، وذلك الصرح الذي بدأ بناؤه على يد المؤسس يكون قد بلغ من العلو والقُنَّة مبلغه بحول الله.

ونحن في جمهورية باكستان الإسلامية نبارك للمملكة العربية السعودية هذا الازدهار، وندعو أن يستمر هذا الرخاء والسخاء ما استمرت الدنيا، وحفظ الله بلداننا جميعا في دعة وسلام.

د. راسخ الكشميري