في ضربة قاصمة لـ«إخوان تونس»، قدم 113 قيادياً في الحركة استقالاتهم، بينهم قيادات بارزة على غرار سمير ديلو وعبداللطيف المكي. وعزوا أسباب الاستقالة الجماعية إلى ما اعتبروه «خيارات خاطئة» وفشل عمليات الإصلاح الداخلي للحزب، وأنحوا باللائمة على القيادة الحالية باعتبارها المسؤولة عما وصل إليه الحزب من العزلة. وأكد مراقبون سياسيون أن «النهضة» تواجه عزلة ونزيفاً جماعياً من شأنه أن يفرغ الحركة الإخوانية من رصيدها ويفاقم الانشقاقات الداخلية التي بدأت تغزوها احتجاجاً على احتكار زعيمها راشد الغنوشي السلطة وتعطل الديمقراطية الداخلية وانفراد موالين له بالقرار. وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد الحركة استقالات جماعية على خلفية الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ إعلان الرئيس قيس سعيد قراراته الاستثنائية في 25 يوليو. وكشف المستقيلون في بيان، أمس (السبت)، نشره القيادي بالحركة عبداللطيف المكي، أن أعضاء الحركة أرجعوا استقالاتهم إلى تحمل القيادة الحالية قدراً مهماً من المسؤولية في ما انتهى إليه الوضع العام بالبلاد من تردٍّ فسح المجال للانقلاب على المؤسسات. ولفتوا إلى أن تعطل الديمقراطية الداخلية لحركة النهضة والمركزية المفرطة داخلها وانفراد مجموعة من الموالين لرئيسها بالقرار داخلها لم يبقَ شأناً داخلياً، بل كان رجع صداه قرارات وخيارات خاطئة أدت إلى تحالفات سياسية لا منطق فيها ولا مصلحة، متناقضة مع التعهدات المقدمة للناخبين.