بعد خسارة باريس عقداً بمليارات الدولارات مع أستراليا لتزويدها بـ«صفقة غواصات»، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم (الثلاثاء)، أن اليونان ستشتري ثلاث فرقاطات من بلاده في إطار شراكة إستراتيجية أكثر عمقا بين البلدين للدفاع عن مصالحهما المشتركة في البحر المتوسط.
ويمثل هذا الاتفاق خطوة أولى جريئة نحو استقلالية إستراتيجية أوروبية، بحسبما أكد ماكرون خلال مراسم التوقيع مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، في قصر الإليزيه.
ويوجه الاتفاق رسالة من باريس بعد خسارتها عقدا ملياريا مع أستراليا لتزويدها بغواصات، بعد أن أعلنت كانبيرا أنها ستوقع عقدا مع الولايات المتحدة لشراء غواصات تعمل بالدفع النووي.
وقال ميتسوتاكيس إنه يوم تاريخي لليونان وفرنسا، قررنا تحديث تعاوننا الدفاعي الثنائي، مضيفاً أن الاتفاق يتضمن دعما مشتركا وتحركا مشتركا على كل المستويات، دون الكشف عن أي تفاصيل مالية متعلقة بالعقد.
وأكد أن الاتفاق الفرنسي لن يؤثر على اتفاقية للتعاون الدفاعي تُناقش بين اليونان والولايات المتحدة، رغم التوترات بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن الناجمة عن أزمة الغواصات الأسترالية.
وشدد على أن الاتفاقية غير عدائية للعلاقات اليونانية الأمريكية، لافتا إلى وقوف فرنسا إلى جانبنا خلال فترات صعبة في صيف 2020، في إشارة إلى تحدي تركيا للحقوق اليونانية السيادية في بحر إيجه.
وتعهد ماكرون ألا يؤثر الاتفاق الأمريكي الأسترالي على إستراتيجية فرنسا في منطقة المحيطين الهندي والهادي، حيث لا تخفي الصين رغبتها في ممارسة نفوذ عسكري كبير. وقال ماكرون لدينا مليون مواطن يعيشون في هذه المنطقة، وأكثر من ثمانية آلاف جندي ينتشرون هناك، في إشارة إلى التواجد الفرنسي في العديد من مناطق ما وراء البحار، داعيا الأوروبيين إلى التوقف عن السذاجة في ما يتعلق بالتنافسات الجيوسياسية، وكشف أن السفير الفرنسي لدى واشنطن، الذي استدعي في أعقاب أزمة الغواصات، سيعود إلى مقره غدا (الأربعاء).