يخوض معارك في كل الاتجاهات؛ منها على طاولة النظام السوري ووفده المراوغ في جنيف، وفي أوساط المعارضين «المتسربين» من معركة مقارعة النظام، وهم ذاتهم الذين يرمون بسهامهم في «مشاورات اللجنة الدستورية» قبل وبعد انعقادها، ولا يخلو الأمر من سهام شخصية، ولم ينج كذلك من الناشطين والمتصيدين في بحر الثورة السورية الذي اختلطت فيه النيات، ورغم كل ذلك ما زال يؤمن بهذا المسار الدستوري، ليس على مبدأ ملاحقة السراب، وإنما على مبدأ القتال حتى النهاية، على اعتبار أنها آخر المعارك بعد أن تبخرت كل آمال النصر العسكري.
هادي البحرة؛ الرئيس المشترك للجنة الدستورية، الرئيس السابق للائتلاف السوري يتصدر معركة الدستور مع وفد النظام السوري، دون أن يكل من 6 جولات فارغة يكللها المبعوث الأممي غير بيدرسون في كل مرة بخيبة الأمل، لكن هذه الخيبة لا تتسلل إلى إرادة البحرة، إذ يرى أن هذه المعركة الطريق الوحيد الذي يمكن من خلاله إخضاع النظام وإن طالت المماطلة، متسلحا بالصبر الإستراتيجي وقوة الحجج على صياغة دستور جديد لسورية لا يقصي أحدا.
مختص في الهندسة الصناعية، ولم يمارس السياسة، لكن الثورة السورية قادته إلى هندسات كثيرة، منها هندسة التفاوض وملاحقة الخصم، إذ كان من مهندسي هيئة التفاوض والائتلاف، وهو اليوم يؤسس لأصعب أنواع الهندسة، وهي التعامل مع هكذا أنظمة.
لم تخدعه مفخخات النظام السياسية في اللجنة الدستورية ومماطلاته، وبقي متمسكا بخيار الطاولة وجها لوجه، يجبر بإصراره نظام الأسد على أن تكون المعارضة المكافئ السياسي له، أمام نظام يكره الاعتراف بالآخر، وإن كان سوريا، يرى في كل جولة انتصارا إستراتيجيا، فهذه اللجنة الدستورية منحت المعارضة نصف سورية وربما أكثر بحسابات المحاصصة بين المجموعات الثلاث (المستقلين، النظام، المعارضة)، تلك «الحسبة» الوحيدة التي حظيت بالشرعية الدولية ويستثمرها هادي البحرة لترسيخ فكرة التشاركية في صياغة الدستور ويخلع عباءة الفردية الديكتاتورية من النظام.
يؤمن هذا الرجل بالعمل، فلا يلتفت إلى الخلف، ويمضي بقناعات سياسية وطنية حتى النهاية، يفند كل مبررات النظام ولا يترك الساحة خالية لأكاذيب النظام، لا يؤمن بالمقاعد الخالية، يكون حيث يجب أن تكون قضية شعب ذاق أنواع الويلات، يستمع إلى الجميع بروح السياسي، ويصيغ ما يريد دون ضجيج أو فرقعات، قادر على الجلوس حتى مع وفد الجلاد، من أجل قضية العدالة والديموقراطية.
تنتهي الحرب باختلال التوازن العسكري على الأرض.. وانتصار القوى على الضعيف، لكن في المعارك السياسية لا تنتهي الحرب إلا برضا الطرفين والتسويات؛ ولعل المعارك الست التي خاضها البحرة لم تثمر حتى الآن.. لكن المعركة مستمرة!.. إلا أن أصعب أنواع الحروب التي يخوضها المرء هي حرب أولي القربى.
هادي البحرة؛ الرئيس المشترك للجنة الدستورية، الرئيس السابق للائتلاف السوري يتصدر معركة الدستور مع وفد النظام السوري، دون أن يكل من 6 جولات فارغة يكللها المبعوث الأممي غير بيدرسون في كل مرة بخيبة الأمل، لكن هذه الخيبة لا تتسلل إلى إرادة البحرة، إذ يرى أن هذه المعركة الطريق الوحيد الذي يمكن من خلاله إخضاع النظام وإن طالت المماطلة، متسلحا بالصبر الإستراتيجي وقوة الحجج على صياغة دستور جديد لسورية لا يقصي أحدا.
مختص في الهندسة الصناعية، ولم يمارس السياسة، لكن الثورة السورية قادته إلى هندسات كثيرة، منها هندسة التفاوض وملاحقة الخصم، إذ كان من مهندسي هيئة التفاوض والائتلاف، وهو اليوم يؤسس لأصعب أنواع الهندسة، وهي التعامل مع هكذا أنظمة.
لم تخدعه مفخخات النظام السياسية في اللجنة الدستورية ومماطلاته، وبقي متمسكا بخيار الطاولة وجها لوجه، يجبر بإصراره نظام الأسد على أن تكون المعارضة المكافئ السياسي له، أمام نظام يكره الاعتراف بالآخر، وإن كان سوريا، يرى في كل جولة انتصارا إستراتيجيا، فهذه اللجنة الدستورية منحت المعارضة نصف سورية وربما أكثر بحسابات المحاصصة بين المجموعات الثلاث (المستقلين، النظام، المعارضة)، تلك «الحسبة» الوحيدة التي حظيت بالشرعية الدولية ويستثمرها هادي البحرة لترسيخ فكرة التشاركية في صياغة الدستور ويخلع عباءة الفردية الديكتاتورية من النظام.
يؤمن هذا الرجل بالعمل، فلا يلتفت إلى الخلف، ويمضي بقناعات سياسية وطنية حتى النهاية، يفند كل مبررات النظام ولا يترك الساحة خالية لأكاذيب النظام، لا يؤمن بالمقاعد الخالية، يكون حيث يجب أن تكون قضية شعب ذاق أنواع الويلات، يستمع إلى الجميع بروح السياسي، ويصيغ ما يريد دون ضجيج أو فرقعات، قادر على الجلوس حتى مع وفد الجلاد، من أجل قضية العدالة والديموقراطية.
تنتهي الحرب باختلال التوازن العسكري على الأرض.. وانتصار القوى على الضعيف، لكن في المعارك السياسية لا تنتهي الحرب إلا برضا الطرفين والتسويات؛ ولعل المعارك الست التي خاضها البحرة لم تثمر حتى الآن.. لكن المعركة مستمرة!.. إلا أن أصعب أنواع الحروب التي يخوضها المرء هي حرب أولي القربى.