بعدما تفاقمت قضية استدعاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى اليرزة (مقر وزارة الدفاع) والتي بات واضحاً أن ظاهر الدعوى قضائي فيما باطنها سياسي، وتم ربط كل الملفات القضائية والسياسية بصاعق طائفي معد بإحكام للتفجير، بادر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لتفكيك الصاعق، من خلال جولة قام بها اليوم (الثلاثاء) على الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي، حاملا معه قضية استدعاء جعجع، رافضا سياسة الكيل بمكيالين في حادثة الطيونة.
من عين التينة حيث كانت محطته الأولى بلقاء رئيس البرلمان نبيه بري، توجه إلى السراي وأنهى جولته بزيارة بعبدا في لقاء مع الرئيس ميشال عون، كاشفا بعد جولته أنه بحث التطورات المختلفة في موضوع القضاء وتعطيل مجلس الوزراء الذي يفاقم الأزمات الاجتماعية والمعيشية.
وأفاد الراعي بأنه وجد «لدى بري اقتراحات وحلول مهمة وسأعمل مع المراجع عليها لأن الوضع لا يمكنه الاستمرار على النحو نفسه فيما لبنان وشعبه يموتان والمؤسسات تتحلل». وقال إن القانون والعدالة والقضاء فوق الجميع وفوق كل الطوائف والمذاهب. ونريد أن يكون القضاء حرا ومستقلا ونستهجن استدعاء جعجع فحسب، ولفت إلى أن هناك خريطة طريق للحلول ولكن لا مقايضة بين حادثة الطيونة وانفجار المرفأ.
ومن قصر بعبدا أكد الراعي أن المواجهة التي شهدناها في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة باتت من الماضي، والحلّ الذي توصلنا إليه سنلمسه اعتبارا من صباح غد (الأربعاء)، لافتا إلى أن الرؤساء عون وبري وميقاتي مقتنعون، ونأمل تنفيذ الحل بأسرع ما يمكن.
وأعرب عن سعادته أنه اكتشف في هذه الجولة أن هناك حلاً وهو ليس بالشارع أو السلاح أو القوة أو الاستقواء، بل بالسياسية.