ميقاتي
ميقاتي
-A +A
راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@

في الساعات القليلة الماضية، خرجت صيغة جديدة للأيام القادمة التي يتوقع أن يعيشها لبنان بفعل الأزمة الكبيرة التي طالت العلاقات اللبنانية السعودية والخليجية، إذ خرجت إلى العلن معادلة «قرداحي باق والحكومة باقية»، أي أن لا استقالة لقرداحي بدعم من حزب الله، كما أن لا استقالة للحكومة العاجزة إلا بقرار من «حزب الله»، رغم الصوت المرتفع الذي صدر عن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي لحظة وصوله بيروت آتياً من غلاسكو، حيث صرخ بوجه المتعنتين في دعم قرداحي لعدم الاستقالة، الأمر الذي جعل الجميع يعتقد أنه قد يتخذ قراراً حاسماً.الحكومة باقية لكنها لن تجتمع، الحكومة عاجزة لكنها لن تستقيل، فميقاتي أدمن الرهان على الخارج، حيث يعقد الأسبوع القادم منتدى باريس للسلام، وعاد الرهان لدى الجميع أن يحضر الملف اللبناني خلال اللقاءات الجانبية الدولية.

المراقبون يعتبرون أن ما يجري استنزاف للوقت في ظل تسارع وتيرة الإجراءات الخليجية وربما السعودية تجاه لبنان، فيما ميقاتي ومعه كل اللاعبين الأساسيين في السلطة يحتاجون للوقت، خصوصاً أن على أجندة لبنان سلسلة من زيارات الوسطاء التي تبدأ صباح، اليوم (الإثنين) بزيارة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي الذي يعقد محادثات رسمية متصلة بالأزمة مع دول الخليج، بانتظار الزيارة القطرية للغرض نفسه.

سيناريوهات الرهان والمقامرة بمصير لبنان هي السياسة المتبعة من قبل الجميع ولعقود مضت، وميقاتي الذي عاد من قمة المناخ بجرعة مواجهة حين أرسل الإشارات، وأرسى معادلة «إما قرداحي أو أنا»، ها هو يتراجع ويدخل مجدداً في لعبة شراء الوقت مراهناً ليس على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحسب وإنما على إصرار الداخل والخارج على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، الأمر الذي يتطلب وجود حكومة.

ونجح ميقاتي في اللعب على وتر صعوبة قبول أي شخصية سنية في حال استقالت حكومته مع واقع «حزب الله»، أو أن تحصل الشخصية السنية المقبلة على غطاء سني بفعل الأزمة مع الخليج، فالطائفة السنية لن تمنح بعد اليوم أي غطاء أو شرعية لحكومة بوجود «حزب الله» طالما الأزمة قائمة.

ميقاتي يلعب على أكثر من وتر، وقد استحصل في الساعات الماضية على جرعة سنية أطلقها المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي دعا «الفرقاء على الساحة اللبنانية إلى التعاون مع رئيس الحكومة لاحتواء تداعيات هذه العاصفة والخروج من الأزمة التي ينبغي أن تحل لبنانياً أولاً». والسؤال ليس موجهاً إلى كل الفرقاء في تلقف دعوة المجلس الشرعي، وهو: هل يحافظ ميقاتي على هذا الدعم السني بوجه تعنت «حزب الله»؟