22
22
-A +A
«عكاظ»(باريس)okaz_online@
«تحت وطأة الملاحقات والضربات الموجعة أمنيا، وبفعل الهزائم التي مني بها»الإخوان«سياسيا في أكثر من بلد عربي، ومع تفاقم الصراعات والانشقاقات داخل أجنحته المتصارعة، يوشك التنظيم الإرهابي أن يلفظ أنفاسه الأخيرة قبل زواله من الخارطة».. هذا ماخلص إليه المؤتمر السنوي الثاني الذي عقده مركز «ترندز» للبحوث والاستشارات اليوم (الثلاثاء)، بمشاركة خبراء عرب ودوليين، وجاء عنوانه «الإخوان المسلمون بين التمدد والتراجع.. رؤية مستقبلية».

وفي هذا السياق، أكد الأستاذ بمعهد الدراسات الدينية بجامعة مونتريال الدكتور باتريس برودور، أن مستقبل الإخوان وحركات الإسلام السياسي، إلى «زوال» في شكلها الحالي، وقال إن «الإسلاموية وخصوصا الإخوان قد انتهى وضعهم ومسارهم». وعرف «الإسلاموية»، بأنها عملية تحويل الإسلام من الجانب الروحاني إلى الجانب السياسي، تفعل مع الهوية الوطنية التي استبدلتها الإسلاموية بالهوية الدينية. وجدد التأكيد على أن مستقبل الإخوان والجماعات الإسلامية سيكون «الزوال»، متوقعا اختفاء الإيديولوجيا الإسلاموية، وإن استمرت الأسماء في شكلها الحالي، لكن المضمون لن يبقى موجودا.


فيما رأى مدير مركز مكافحة التطرف في جامعة جورج واشنطن الدكتور لورنزو فيدينو، أن حركة «الإخوان تسير بشكل أفضل في أوروبا، إذ سعى بعض قادتها إلى اللجوء وظهور جيل جديد من النشطاء المرتبطين بالتنظيم بشكل متزايد في المناقشات الأوروبية». وحذر من أن الإخوان يستخدمون أوروبا كملاذ لإعادة تجميع أنفسهم، وهو نفس ما فعلته في حقبة الخمسينات والستينيات.

ولفت إلى أن بعض الحكومات الأوروبية وعدد من الحركات السياسية، بدأوا يشعرون بقلق متزايد من تأثير الإخوان وأنشطتهم على التماسك الاجتماعي والاندماج الوطني والتطرف العنيف.

إلا أن لورنزو أكد تراجع الإخوان في المنطقة العربية، بقوله «بعد عشر سنوات فقط من وصول الإخوان إلى السلطة مع موجة «الربيع العربي»، خرجت جميع فروعها من السلطة وفقدت الجماعة بشكل عام جزءاً كبيراً من داعميها من الدول والشعوب في المنطقة.

وتحدث الصحفي البريطاني كريس هاميل ستيوارت، محذرا من عدم تجاهل تهديد التطرف الذي يشكله الإخوان، وأكد أن ذروة جماعة الإخوان بدأت في التراجع.

أما أستاذ علم الاجتماع ورئيس قسم علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، بجامعة ليهاي الأمريكية زياد منسون، فرأى أن جماعة الإخوان تحاول أن توظف الهويات الإضافية، بالإضافة إلى الهوية الدينية، للتسويق لأيدولوجيتها، وهو جزء من تطورها المستمر. ولفت إلى أن نظام الرئيس الراحل المعزول محمد مرسي فشل في خلق حكومة لديها كفاءات.

وشبه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور نصر محمد عارف، تنظيم الإخوان بـ«بلوك تشين» في تشابكها ككتلة اجتماعية مغلقة، تستخدم علاقات النسب والمصاهرة والصداقة والروابط المهنية في تعزيز الانتماء للجماعة، وتكثيف القدرة على التكيف.

واعتبر أن الإخوان لديهم قدرة عالية على التكيف وتغيير الشكل حسب البيئة في مصر، لافتا إلى أنهم كانوا قريبين أيديولوجيًا من الصوفية والسلفية، وأحيانا جماعة الدعوة والتبليغ، كاشفا أنهم يجلبون أفرادهم من جميع تلك الجماعات. ورهن وجود التنظيم الإرهابي على ثلاثة عوامل أساسية: علم اجتماع الجماعة الداخلي، التلون، والتأمين الاقتصادي.