قرداحي
قرداحي
-A +A
راوية حشمي (بيروت) @HechmiRawiya
رغم اضطراره أخيراً إلى اتخاذ قرار الاستقالة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بموقف الحلفاء وفي مقدمتهم «حزب الله»، وبضمانات ربما تجعل من الاستقالة خطوة مجدية بدل أن تكون مجانية، ورغم أنه حتى لحظة الاستقالة، ادعى الوزير السابق جورج قرداحي أنه لم يخطئ في موقفه ورأيه الشخصي في إشارة إلى (افتراءاته) حول حرب اليمن قبل أن يصبح وزيراً، واعتبر أن «تصريح الأزمة» ليس سبب انفجار الوضع مع السعودية، وأن استقالته ليست حلاً لها.

وبدا قرداحي في «مؤتمر الاستقالة»، اليوم (الجمعة)، وكأنه «مخلص» للبنانيين، «فباعهم» الاستقالة على أنها واجب منه لحماية مصالحهم في دول الخليج، رغم التشكيك الممزوج بنبرة صوته وهو يأمل في أن تكون الاستقالة مدخلاً لحل الأزمة، إذ سأل بغضب: «ما أزعجني أنه كيف يمكن تحميل شعب بكامله مسؤولية كلام قلته بحسن نية وصدق ومحبة- بحسب زعمه- ووجدت من المنطق والواجب الوطني أن أرفض الاستقالة لأقول إن لبنان لا يستحق هذه المعاملة وإن كان يمر بصعوبات كثيرة اليوم».


وبعد أكثر من شهر من الرفض والمماطلة في نجدة اللبنانيين التي يزعمها توصل قرداحي إلى أن: «لبنان أهم من جورج قرداحي وأهم من موقعي الوزاري، وأن وجودي في الحكومة أصبح عبثيا".

ولأن استقالته ليست مجانية أضاف: «أعتقد أن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي لديه ضمانات أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيفتح موضوع إعادة العلاقات بين لبنان والدول الخليجية خلال زيارته للمملكة، لافتاً إلى أنه فهم من ميقاتي أن الفرنسيين يرغبون أن تكون هنالك استقالة لي تسبق هذه الزيارة.

والسؤال الآن: ماذا لو كانت هذه الاستقالة دون مقابل، أي أنها لن تؤدي إلى إزالة كل التراكمات بين لبنان ودول الخليج باعتبارها شأناً لبنانياً داخلياً؟