أعاد انفجار مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور الجنوبية قبل أسابيع، تسليط الضوء على الدور المتنامي لحركة حماس في لبنان في السنوات الثلاث الأخيرة وأجندتها التي تشبه الجمر تحت الرماد بعد انكشاف وجود مخزن سلاح تابع لها.
الانفجار الذي يصنف ضمن الخروقات الفاضحة للقرار 1701، إذ إن موقع حدوثه يدخل ضمن نطاق عمل القوات الدولية الذي يُمنَع السلاح فيه إلا للجيش اللبناني والقوات الدولية، فتح باب الأسئلة على مصراعيه، فما هي أجندة حماس على الأراضي اللبنانية؟ وكيف تمكنت من تخزين هذا السلاح؟ وما هو الدور الذي يلعبه «حزب الله» في هذا السياق، خصوصا أن الانفجار حصل في ذروة الضغوط العربية والغربية لحل أزمة سلاحه؟ وهل حقاً دق الحزب الساعة للعب ورقة المخيمات الفلسطينية؟.
ليس محض صدفة أن يكشف الانفجار وجود مخزن سلاح لحماس بعد أيام على نشر صحيفة «يدعوت أحرونوت» الإسرائيلية تقريرا يكشف وجود مليشيا فلسطينية تعمل في لبنان منذ عدة أشهر وتجند المقاتلين، فماذا عن دورها في مساندة حماس بالقتال في قطاع غزة ولبنان؟
وأفادت الصحيفة بأن حماس شكلت هذه المليشيا بشكل سري كذراع عسكرية في لبنان منذ عام 2014، وحاولت استخدامها خلال العملية الحربية التي شنتها إسرائيل على غزة في مايو الماضي.
واعتبرت أن «حزب الله» هو من أعطى الضوء الأخضر لتكوين المليشيا وفرض عليها قيودا وحدد لها متى وكيف تطلق قذائف من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل بعد خضوعها لتدريبات من جهات إيرانية.
وأخيرا، وليس آخراً، وفي سياق الأسئلة التي طرحت نفسها، ماذا فعل رئيس المكتب السياسي لحماس في الخارج خالد مشعل في بيروت بعد زيارة إسماعيل هنية في سبتمبر ٢٠٢٠، والذي أثار خلالها مخاوف اللبنانيين حين قال: إن مخيمات الفلسطينيين قلاع المقاومة، ووجه التهديدات لإسرائيل من الداخل اللبناني؟.
10 مخيمات
فلسطينية..
ممنوع الدخول
قبل الإجابة عن كل تلك التساؤلات، لا بد من الإضاءة على واقع المخيمات الفلسطينية في لبنان، إذ إن هناك 10 مخيمات فلسطينية ممنوع على السلطات اللبنانية وأجهزتها دخولها من دون موافقة مسبقة، ويكون دخولها محصورا بتسلم أحد المطلوبين، مع الإشارة إلى أن أرباب السلطة حاولوا وفشلوا عام ٢٠٠٦ من التوصل إلى حل نهائي لملف المخيمات خلال عقدهم لمؤتمر الحوار الوطني الذي خلص إلى اتفاق نص «ورقياً» فقط على إنهاء الوجود الفلسطيني المسلح خارج المخيمات وضبط السلاح داخلها. وعليه فقد بقي كل مخيم يشكل بؤرة أمنية متفجرة قد تكون شبيهة بما حصل في مخيم البرج الشمالي الذي أعاد الواقع الفلسطيني المسلّح ليتحرك وسط صمت لبناني رسمي مريب.
في هذا السياق، كشف قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني صبحي أبو عرب في تصريح لـ«عكاظ» قرارا بعد انفجار البرج الشمالي «بمقاطعة حماس وعدم التعامل معها» بعد افتعالها لاشتباك مسلح مع قوات الأمن الوطني وقلب الحقائق وتوجيه الاتهامات لقوات الأمن وحركة فتح بأنهم أطلقوا النار على التشييع الذي أقامته حماس لأحد عناصرها بعد الانفجار. وأفاد بأن الأمن الوطني كان مكلفا بحماية التشييع المذكور بطلب من حماس نفسها حتى لا يتدخل «طابور خامس» لبث الفوضى، خصوصا أن التشييع حضره قيادات ومسؤولون.
وحول الواقع الأمني للمخيمات في لبنان قال أبو عرب: نحن كقوات أمن وطني وحركة فتح نعمل لعدم سقوط نقطة دماء وحريصون على الأمن، فنحن من حارب الإرهاب لأنه كان يريد بسط هيمنته على المخيمات.
وفي ما يتعلق بزيارة خالد مشعل إلى لبنان والمخيمات قال: بعد زيارتي لإسماعيل هنية للبنان أتت زيارة مشعل لاستكمال الدور الذي تلعبه حماس في دعم وتعويم حركتها في الداخل اللبناني، حيث كانت لهنية جولة على الرؤساء والمسؤولين اللبنانيين.
ودعا قائد الأمن الوطني الفلسطيني من كان حريصا على الفلسطينيين داخل المخيمات وأتى إلى لبنان للاطلاع على قضاياهم، أن يزور السفارة الفلسطينية في بيروت.
وعما إذا كانت حماس تبحث عن دور لها في المخيمات قال: حماس أنكرت أنها تبحث عن دور أو أنها تسعى للسيطرة، ولكن في الواقع هناك سعي في هذا الاتجاه. وقلل من قدرة الحركة على الهيمنة على المخيمات، لافتا إلى أنه لو كان لدى حماس الإمكانية في المخيمات لفعلت ما تفعله في غزة.
وفي ما يتعلق بإمكانية رص الصفوف بين فتح وحماس قال: كنا نتمنى لو تتوحد الصفوف، لكن أجندة حماس معروفة، وكلما سعينا إلى صياغة اتفاق أنكروه.
لماذا التجاهل اللبناني؟
واعتبر وزير الداخلية اللبناني السابق مروان شربل، أنه لا يمكن التكهن بطبيعة انفجار البرج الشمالي إذا كان مخزنا للسلاح أو غير ذلك، قبل صدور نتائج التحقيق الذي فتحه الجيش اللبناني بتكليف من المدعي العام العسكري.
وعن التجاهل الرسمي للسلاح الفلسطيني رغم عودته إلى الأضواء قال إن واقع السلاح الفلسطيني لن يتغير، والسلطة اللبنانية فشلت عام ٢٠٠٦ من إيجاد الحلول. وأكد أن السلاح الفلسطيني يُخزن في المخيمات قبل وجود «حزب الله»، والمؤسف أن الجميع يتعامل مع هذا السلاح الفلسطيني وكأن اتفاق القاهرة ما زال قائما، وهذه مشكلة كبيرة، مبديا استغرابه للتجاهل الرسمي لمركز ضخم خارج المخيمات ما زال قائما حتى الساعة تخزّن فيه الأسلحة والذخائر في منطقة الناعمة.
قرار بمقاطعة حماس
الانفجار الذي يصنف ضمن الخروقات الفاضحة للقرار 1701، إذ إن موقع حدوثه يدخل ضمن نطاق عمل القوات الدولية الذي يُمنَع السلاح فيه إلا للجيش اللبناني والقوات الدولية، فتح باب الأسئلة على مصراعيه، فما هي أجندة حماس على الأراضي اللبنانية؟ وكيف تمكنت من تخزين هذا السلاح؟ وما هو الدور الذي يلعبه «حزب الله» في هذا السياق، خصوصا أن الانفجار حصل في ذروة الضغوط العربية والغربية لحل أزمة سلاحه؟ وهل حقاً دق الحزب الساعة للعب ورقة المخيمات الفلسطينية؟.
ليس محض صدفة أن يكشف الانفجار وجود مخزن سلاح لحماس بعد أيام على نشر صحيفة «يدعوت أحرونوت» الإسرائيلية تقريرا يكشف وجود مليشيا فلسطينية تعمل في لبنان منذ عدة أشهر وتجند المقاتلين، فماذا عن دورها في مساندة حماس بالقتال في قطاع غزة ولبنان؟
وأفادت الصحيفة بأن حماس شكلت هذه المليشيا بشكل سري كذراع عسكرية في لبنان منذ عام 2014، وحاولت استخدامها خلال العملية الحربية التي شنتها إسرائيل على غزة في مايو الماضي.
واعتبرت أن «حزب الله» هو من أعطى الضوء الأخضر لتكوين المليشيا وفرض عليها قيودا وحدد لها متى وكيف تطلق قذائف من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل بعد خضوعها لتدريبات من جهات إيرانية.
وأخيرا، وليس آخراً، وفي سياق الأسئلة التي طرحت نفسها، ماذا فعل رئيس المكتب السياسي لحماس في الخارج خالد مشعل في بيروت بعد زيارة إسماعيل هنية في سبتمبر ٢٠٢٠، والذي أثار خلالها مخاوف اللبنانيين حين قال: إن مخيمات الفلسطينيين قلاع المقاومة، ووجه التهديدات لإسرائيل من الداخل اللبناني؟.
10 مخيمات
فلسطينية..
ممنوع الدخول
قبل الإجابة عن كل تلك التساؤلات، لا بد من الإضاءة على واقع المخيمات الفلسطينية في لبنان، إذ إن هناك 10 مخيمات فلسطينية ممنوع على السلطات اللبنانية وأجهزتها دخولها من دون موافقة مسبقة، ويكون دخولها محصورا بتسلم أحد المطلوبين، مع الإشارة إلى أن أرباب السلطة حاولوا وفشلوا عام ٢٠٠٦ من التوصل إلى حل نهائي لملف المخيمات خلال عقدهم لمؤتمر الحوار الوطني الذي خلص إلى اتفاق نص «ورقياً» فقط على إنهاء الوجود الفلسطيني المسلح خارج المخيمات وضبط السلاح داخلها. وعليه فقد بقي كل مخيم يشكل بؤرة أمنية متفجرة قد تكون شبيهة بما حصل في مخيم البرج الشمالي الذي أعاد الواقع الفلسطيني المسلّح ليتحرك وسط صمت لبناني رسمي مريب.
في هذا السياق، كشف قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني صبحي أبو عرب في تصريح لـ«عكاظ» قرارا بعد انفجار البرج الشمالي «بمقاطعة حماس وعدم التعامل معها» بعد افتعالها لاشتباك مسلح مع قوات الأمن الوطني وقلب الحقائق وتوجيه الاتهامات لقوات الأمن وحركة فتح بأنهم أطلقوا النار على التشييع الذي أقامته حماس لأحد عناصرها بعد الانفجار. وأفاد بأن الأمن الوطني كان مكلفا بحماية التشييع المذكور بطلب من حماس نفسها حتى لا يتدخل «طابور خامس» لبث الفوضى، خصوصا أن التشييع حضره قيادات ومسؤولون.
وحول الواقع الأمني للمخيمات في لبنان قال أبو عرب: نحن كقوات أمن وطني وحركة فتح نعمل لعدم سقوط نقطة دماء وحريصون على الأمن، فنحن من حارب الإرهاب لأنه كان يريد بسط هيمنته على المخيمات.
وفي ما يتعلق بزيارة خالد مشعل إلى لبنان والمخيمات قال: بعد زيارتي لإسماعيل هنية للبنان أتت زيارة مشعل لاستكمال الدور الذي تلعبه حماس في دعم وتعويم حركتها في الداخل اللبناني، حيث كانت لهنية جولة على الرؤساء والمسؤولين اللبنانيين.
ودعا قائد الأمن الوطني الفلسطيني من كان حريصا على الفلسطينيين داخل المخيمات وأتى إلى لبنان للاطلاع على قضاياهم، أن يزور السفارة الفلسطينية في بيروت.
وعما إذا كانت حماس تبحث عن دور لها في المخيمات قال: حماس أنكرت أنها تبحث عن دور أو أنها تسعى للسيطرة، ولكن في الواقع هناك سعي في هذا الاتجاه. وقلل من قدرة الحركة على الهيمنة على المخيمات، لافتا إلى أنه لو كان لدى حماس الإمكانية في المخيمات لفعلت ما تفعله في غزة.
وفي ما يتعلق بإمكانية رص الصفوف بين فتح وحماس قال: كنا نتمنى لو تتوحد الصفوف، لكن أجندة حماس معروفة، وكلما سعينا إلى صياغة اتفاق أنكروه.
لماذا التجاهل اللبناني؟
واعتبر وزير الداخلية اللبناني السابق مروان شربل، أنه لا يمكن التكهن بطبيعة انفجار البرج الشمالي إذا كان مخزنا للسلاح أو غير ذلك، قبل صدور نتائج التحقيق الذي فتحه الجيش اللبناني بتكليف من المدعي العام العسكري.
وعن التجاهل الرسمي للسلاح الفلسطيني رغم عودته إلى الأضواء قال إن واقع السلاح الفلسطيني لن يتغير، والسلطة اللبنانية فشلت عام ٢٠٠٦ من إيجاد الحلول. وأكد أن السلاح الفلسطيني يُخزن في المخيمات قبل وجود «حزب الله»، والمؤسف أن الجميع يتعامل مع هذا السلاح الفلسطيني وكأن اتفاق القاهرة ما زال قائما، وهذه مشكلة كبيرة، مبديا استغرابه للتجاهل الرسمي لمركز ضخم خارج المخيمات ما زال قائما حتى الساعة تخزّن فيه الأسلحة والذخائر في منطقة الناعمة.
قرار بمقاطعة حماس