أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن العرب يمدون أيديهم للإخوة في إيران في حال تجاوبهم مع معالجة الهموم العربية المهددة لأمن واستقرار المنطقة، من دعمها للمليشيات الإرهابية وسعيها لامتلاك السلاح النووي.
جاء ذلك في كلمة لوزير الخارجية في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد اليوم مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في العاصمة الأردنية عمّان، قال فيها:
يسرني الوجود في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، إلى جانب معاليكم، وأشكر حكومة وشعب مملكة الأردن على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
تجمع السعودية والأردن علاقات أخوية تاريخية راسخة أساسها الاحترام والتعاون المشترك في العديد من المجالات، وهذا ما يؤكده التواصل المستمر على مستوى القيادتين وكبار المسؤولين في البلدين، من أجل المضي قدما في تعزيز العلاقات ونقلها لآفاق أرحب.
لقد كان اجتماعي مع أخي وزير الخارجية الأردني مثمرا وبناء، حيث بحثنا فيه عددا من الموضوعات والقضايا الإقليمية والدولية، والملفات ذات الاهتمام المشترك، ومن أهمها تعزيز العمل والتنسيق المشترك من أجل إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والشرق الأوسط، كما ناقشنا ما تتعرض له منطقتنا من تحديات سياسية وأمنية، وأكدنا على تعزيز التنسيق والتشاور المشترك بخصوص هذه التحديات مع إيجاد الحلول السلمية لها بالتعاون مع الشركاء في المجتمع الدولي، كما شددنا على دعم البلدين الشقيقين لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف كل الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، وثمنت في نقاشنا الدور المهم الذي تقوم به المملكة الأردنية في دعم مسارات دعم القضية الفلسطينية ودعم الأشقاء في فلسطين لحصولهم على حقوقهم.
كما أود أن أثمن موقف المملكة الأردنية الهاشمية الرافض لكل ما تتعرض له السعودية من هجمات إرهابية تجاه المناطق والأعيان المدنية من قبل المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.
كما تطرقنا إلى الدور الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم ودعم المليشيات، كما أكدنا على أهمية تكثيف الجهود الرامية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وعلى أهمية تعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وأكدنا أن أيدينا كعرب ممدودة للإخوة في إيران في حال تجاوبوا مع معالجة هذه الهموم العربية في ما يتعلق بأمن واستقرار المنطقة.
كما استعرضنا التطورات الأخيرة في أفغانستان وضرورة الوقوف مع الشعب الأفغاني خلال أزمته الإنسانية، والعمل لأن تتكاتف الجهود الدولية للمساهمة في استقرار الأوضاع فيها بأسرع وقت.
واستعرضنا أيضا خلال الاجتماع فرص تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وسبل تنميتها في ظل توجيهات القيادتين الواضحة في أن الجانب الاقتصادي والتنموي وتعزيز الرفاهية للشعبين هو الأساس وما يجب التركيز عليه، وكان هناك حديث مستفيض بما فيه ما ذكره وزير الخارجية الأردني عن اللجنة المشتركة وتعزيز العمل المؤسسي لتحقيق المصالح الاقتصادية، وهناك رؤية عند قيادتي البلدين أن هناك فرصا كبيرة لم تُستَغَل بعد بالكامل وعلينا السعي لتحقيقها، والعمل جارٍ على ذلك.
أخيرا، أود أن أعبر مجددا عن سعادتي لوجودي في المملكة الأردنية الهاشمية، والتطلع لتحقيق رؤية قيادتي البلدين نحو مزيد من الاستقرار والتقدم للبلدين والشعبين الشقيقين.