شن البطريرك الماروني بشارة الراعي هجوما حادا على «حزب الله»، متهماً إياه - من دون أن يذكره صراحة - بأن ولاءه للخارج. وقال في خطاب له أمس (الأحد): «إذا كانت قوى لبنانيّة معيّنة تزمع أن تربط ماهيّة وجود لبنان بالصراعات الإقليميّة وولاءاتها الخارجيّة، فإنّها تخرج عن الإجماع وتُصيب وحدة لبنان في الصميم»، مؤكدا أنها جريمة أن نقضي على لبنان ونشوّه هويته. ودعا الدولة اللبنانية إلى استعادة شرعيتها ووحدة سلطتها العسكرية، مؤكدا أنها ليست كيانا مُصطنعا للعبث فيه.
وردا على تصريحات الرئيس ميشال عون، الذي دعا إلى مركزية موسعة، أكد الراعي أن لبنان وحدة واحدة وليس كيانا نُعيد تركيبه حسب موازين القوى السياسية والعسكريّة.
وشدد الراعي على أنّ انتماء لبنان العربيّ هو للانسجام مع محيطِه الطبيعي وتفاعل الحضارتين اللبنانية والعربية عبر التاريخ، لافتا إلى أن حضارته الضاربة في العصور هي التي تُحدِّد وجودَه وليست صراعات المنطقة، ولا أي مشروع مذهبي، ومُخطَّط اثني يرتكز على قاعدة الأكثريّات والأقليّات. واعتبر أنه من غير المقبول إطلاقًا أن يواصل عدد من القوى السياسيّة خلق أجواء تشنّج وتحدّ وخصام واستعداء واستقواء تثير الشكوك حيال الاستحقاقين.
وأكد أن لبنان موجود هنا بخصوصيّته الوطنيّة التاريخيّة ليشهد للحضارة والتعايش والكرامة والحريّة ولعَلاقاتِه العربيّةِ والعالميّة. وحث على أن تستعيد الشرعيّةُ اللبنانيّةُ قرارَها الحرَّ الواضحَ والقويم، ووِحدةَ سلطتِها العسكريّة، وأن تنسحب من لعبة المحاور المدمّرة، وتحافظ على مؤسّساتها الدستوريّة بإجراء الانتخابات النيابيّة والرئاسيّة في مواعيدها.
وشدد على أنه من غير المقبول بقاء مجلس الوزراء في حالة وقف التنفيذ، خصوصًا أن أي اتفاق مع صندوق النقد الدولي يستلزم موافقة مجلس الوزراء مجتمعًا، إنها جريمة أن يستمر تجميد الحكومة لأسباب باتت واضحة.