لم تنجح الجولة الأولى من محادثات جنيف بين واشنطن وموسكو في تحقيق أي اختراق في جدار الأزمة بشأن أوكرانيا. وتناقضت تقييمات الكرملين والخارجية الروسية لمباحثات الساعات الثماني (الإثنين)، فبينما اعتبر الكرملين، أمس (الثلاثاء)، أنها شكلت بداية إيجابية لاستمرار الحوار، فإن وزارة الخارجية وصفت تصريحات البيت الأبيض حول المباحثات بأنها «تضليل» يدعو للأسف، لكن الوزارة أبدت استعدادها لمزيد من العمل مع واشنطن والغرب بشأن الضمانات الأمنية.وبحسب مسؤولين أمريكيين فقد واصلت روسيا تعزيز قواتها وحشدها العسكري على الحدود الأوكرانية. وكشفوا أن موسكو تنقل مروحيات عسكرية متقدمة إلى الحدود بين البلدين، مؤكدين أن واشنطن ترى أن مواصلة روسيا حشدها العسكري إشارة محتملة للهجوم على أوكرانيا، بحسب ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس. ولم تفض محادثات سحب فتيل التوترات حول ملف أوكرانيا إلى توافق، خصوصاً مع إصرار موسكو على توفير ضمانات تحول دون توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) باتجاه الشرق، وحتى التراجع عن انتشار الحلف العسكري في أوروبا الشرقية، ما ترفضه واشنطن بشدة.
وفي ظل تشبث كل طرف بموقفه فيما مستقبل أوكرانيا معلق على المحك، أقر نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف صراحة، بعد المشاورات بأنه لم يتم إحراز أي تقدم بشأن الطلب الرئيسي لبلاده بوقف توسع الناتو، إلا أنه شدد على أن لا نية لبلاده على غزو أوكرانيا. بدورها، أعلنت ويندي شيرمان التي ترأست الوفد الأمريكي أن بلادها لا توافق على المقترحات أو المطالب الروسية، قائلة: «لن نسمح لأي شخص بإيقاف سياسة الباب المفتوح التي ينتهجها الناتو حيال الدول التي تسعى للدخول إليه».
ورفضت السفارة الروسية بواشنطن التصريحات الأمريكية القائلة إن موسكو قد تغالط بشأن مسار المحادثات الأخيرة في جنيف، واعتبرت نهج الولايات المتحدة يظهر «تدني ثقافة التفاوض».
ومن المقرر أن تُجري موسكو محادثات مع حلف شمال الأطلسي في بروكسل، اليوم (الأربعاء)، قبل اجتماع أوسع قالت وزارة الخارجية إنه سيعقد في فيينا في الـ13 من الشهر ذاته، ويشمل روسيا والولايات المتحدة ودولا أوروبية أخرى.