كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية وجود 3 مسؤولين أمنيين في الدائرة المقرّبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يسعون إلى استعادة أمجاد الاتحاد السوفيتي السابقة ويحرضونه على غزو أوكرانيا. وأفادت الصحيفة، في تقرير لها أمس، بأن وسائل إعلام روسية نشرت العام الماضي أن هؤلاء الرجال الذين وُلدوا غالباً خلال حقبة الاتحاد السوفيتي في خمسينات القرن العشرين مثل بوتين اتخذوا مواقف رجعية أكثر من رئيسهم، وهو ما اعتبرته مؤشراً إلى تشدد ينتهجه الكرملين، فيما يصعّد صراعه مع أعداء متصوّرين، في الداخل والخارج.وأدرجت بروز هؤلاء المسؤولين الأمنيين في دائرة بوتين، في إطار تحوّله من قائد شاب أظهر وجهاً ودوداً إزاء الغرب في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حين أحاط نفسه بمستشارين بعضهم ليبراليون بارزون، إلى رجل يهدّد ضمناً الآن بشنّ حرب كبرى في أوروبا.
واعتبرت أن ذلك يأتي ضمن سعي الكرملين طيلة سنوات إلى صوغ أيديولوجيا لدعم حكم بوتين، تعتمد بشكل متزايد على صورة الغرب بوصفه عدواً، وأوكرانيا باعتبارها تهديداً، وروسيا بكونها حصناً لـ«القيم التقليدية».
وقال رئيس تحرير صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» في موسكو، والمقرّب من الكرملين كونستانتين ريمشوكوف: إنها محاولة جماعية لتشكيل أيديولوجيا مضادة، لأن بوتين يفتقر إلى أيديولوجيا، وتحدث عمّا سمّاه النظرة «المحافظة - الرجعية» للنخبة الأمنية الروسية إزاء العالم، مضيفاً أن الافتراض الأساسي هو أن الجميع ضد روسيا. ولفتت «نيويورك تايمز»، إلى أن أحداً لا يُدرك كيف يتخذ بوتين قراراته، أو لمَن يستمع إليه أكثر فيما يدرس خطواته التالية.
وأعلن الكرملين أن ردوداً مكتوبة سلّمتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الأسبوع الماضي إلى موسكو بشأن مطالبها الأمنية، بما في ذلك ضمانات بالامتناع عن ضمّ أوكرانيا إلى الحلف، لم تستجب لأبرز المخاوف الأمنية لروسيا. لكن بوتين التزم الصمت، متجنّباً التعليق بشكل عام على ملف أوكرانيا منذ ديسمبر الماضي.
واعتبرت الصحيفة أن ذلك يجعل الصقور المحيطين بالرئيس يعكسون تفكيره، وأن بعضهم التقى بوتين للمرة الأولى خلال عمله في أجهزة الاستخبارات السوفيتية (كي جي بي)، واتهمهم مسؤولون غربيون بالإشراف على اغتيالات وعمليات تأثير وتجسس إلكتروني وحروب، ساهمت في عزل الكرملين عن أوروبا والولايات المتحدة.
وحذرت من أن بوتين يتبنّى «استعارات مضللة مناهضة للغرب»، مستدركة أن مستشاره للأمن القومي نيكولاي باتروشيف، يؤيّدها بحماسة أكبر.
وأضافت أن الرئيس يشكو أعداء عازمين على تزوير الماضي المجيد لروسيا، فيما أن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرجي ناريشكين يعتبر المعركة بشأن التاريخ أولوية خاصة بالنسبة إليه، كما أن بوتين يرى ضرورة لتعزيز انخراط الدولة في الاقتصاد، لكن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو بالغ في تبنّي هذا الاتجاه، من خلال الدفع باتجاه تشييد مدن جديدة في سيبيريا.