وصف المرصد اليمني للألغام شهر يناير بالمأساوي على المدنيين، مؤكداً في تقرير له اليوم (الخميس) مقتل وإصابة 73 مدنياً بالألغام التي زرعتها المليشيا في عدد من المدن والأرياف اليمنية.
وقال المرصد في بيان له: «شهر يناير الماضي 2022 كان مأساويا على المدنيين وعلى الفرق الهندسية، حيث قتل 36 مدنياً، وجرح 37 آخرون نتيجة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الحوثيون، موضحاً أن فريقه وثق مقتل 30 قتيلا مدنيا بينهم أطفال معظمهم في شبوة وآخرون في الحديدة ومأرب والجوف، وإصابة نحو 35 آخرين من المدنيين بعدد من المحافظات».
وأشار البيان إلى أن هناك 6 قتلى من العاملين في نزع الألغام إضافة لمصابين آخرين أثناء تأديتهم عملهم بمديرية حيس جنوب محافظة الحديدة وفي محافظة شبوة ومديرية حريب بمحافظة مأرب.
وذكر البيان أن الألغام الحوثية والعبوات تسببت بتدمير وإعطاب 5 مركبات مدنية، و3 دراجات نارية، ونفوق نحو 25 رأسا من الماشية، وكانت الفر ق الهندسية في محافظة شبوة قد فجرت (الإثنين) أكثر من 11 ألف لغم زرعها الحوثيون في مديرية بيحان، وفقاً لمصدر في السلطة المحلية.
وكان رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك قد أعرب أمس (الأربعاء) عن تقدير بلاده للدور والتضحيات الكبيرة التي يُقدمها مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام في انتزاع الموت المتربص بحياة اليمنيين الذي تزرعه مليشيا الحوثي في المناطق المحررة بكثافة وعشوائية.
وعبّر عبدالملك عن تعازيه في استشهاد خبيري نزع الألغام أحمد الظاهري، ومراد عبدالسلام، أثناء تأديتهما واجبهما الإنساني في مديرية حيس بالحديدة، وتمنياته بشفاء المصاب الثالث من أعضاء الفريق، مؤكداً أن الشهيدين ومن سبقهما من خبراء المشروع سيظلون رموزاً خالدة في ذاكرة اليمنيين حيث قدّموا أرواحهم من أجل نزع بذور الموت.
وأشار رئيس الوزراء اليمني إلى أن الألغام الحوثية المحرمة دوليا أصبحت تهدد كل منابع الحياة، وبات وجودها حاصدا لأرواح المدنيين خصوصا الأطفال والنساء وقضية مؤرقة للحكومة والمواطنين، مشددا على ضرورة تكثيف الدعم الدولي والإقليمي في هذا الجانب لتفادي سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، لافتا إلى أن الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق الإنسانية لن تسقط بالتقادم وستتم محاسبتهم عليها.