أدى اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية إلى إعادة عادة خلط الأوراق والتحالفات الدولية رغم تحذيرات واشنطن لموسكو بعدم الإقدام على أي خطوة عسكرية تجاه كييف إلا أن محللين اعتبروا أن الرئيس فلاديمير بوتين لا يمكنه التراجع للحفاظ على الوضع الدولي والإقليمي لبلاده.
لكن الخبير في الشؤون الروسية الدكتور منير حمارنة قال إن إعلان روسيا الحرب على أوكرانيا يعد تمزيقا لكل التفاهمات مع الغرب والولايات المتحدة، لافتا إلى أن موسكو لن تخرج من هذه الحرب منتصرة سياسيا وإن كانت ستخرج بنصر عسكري.
وأضاف أن شن روسيا الحرب على أوكرانيا حمل موسكو خسائر سياسية مع الطلقة الأولى التي اندلعت منها، إذ ضربت الحرب العلاقات الروسية الأوروبية، وأعادت إحياء إستراتيجية الرعب والخوف الأوروبي من روسيا، ونسفت إستراتيجية دبلوماسية الغاز التي كانت تسعى موسكو خلالها إلى الهيمنة على أوروبا بما يضر المصالح الأمريكية.
ورأى حمارنة أن الحرب الروسية الأوكرانية لن تتوقف تداعياتها على موسكو وكييف بل ستطال جميع العالم على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية، متوقعا أن يشهد الاقتصاد العالمي حالة من عدم الاستقرار في سوق الأوراق النقدية وأسعار الذهب والنفط، إضافة لتضرر الإمدادات الغذائية للبلدان الأفريقية والآسيوية.
ولفت إلى أن القوات الأمريكية لن تتدخل بشكل مباشر الآن، ولكن سيتم تقديم المساعدة العسكرية بسرعة من قبل بعض دول الناتو، بما في ذلك المساعدة الفتاكة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية والأسلحة مثل الصواريخ المحمولة، إلا أنه إذا طال أمد القتال وتصاعدت الخسائر في صفوف المدنيين، فإن الضغط على الغرب للتدخل سيزداد بسرعة.
وقال إن عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي غير المسبوقة على روسيا لم تلتفت إليها موسكو رغم أنها تشمل قيودا معوقة على البنوك والشركات الروسية والصادرات والقروض ونقل التكنولوجيا والعزلة الدبلوماسية واستهداف ثروة بوتين الشخصية وثروة القلة المقربة منه، كما أنه سيتم تجميد خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» المتجه إلى ألمانيا إلى أجل غير مسمى.
وحذر حمارنة من أن إصرار بوتين على مهاجمة أوكرانيا وضع العالم على حافة القلق خوفا من اندلاع حرب عالمية ثالثة، مؤكدا أن الحلول تبدو صعبة الآن مع صوت الرصاص.