وصفت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية القوة الرادعة النووية الروسية بـ«الهائلة بالفعل»، إذ تمتلك موسكو ما مجموعه 2565 رأسا نوويا هجوميا بينها 1185 رأسا نوويا يمكن إطلاقها بواسطة 306 صواريخ باليستية عابرة للقارات، بحسب تقرير سنوي صادر عن اتحاد العلميين الأمريكيين، وهو مركز أبحاث متخصص في الأمن الإستراتيجي.
وتمتلك روسيا نحو 800 رأس نووي مثبتة على عشرات الصواريخ الباليستية الإستراتيجية التي يمكن إطلاقها من البحر إلى الأرض، بواسطة 3 غواصات للصواريخ الباليستية النووية، إضافة إلى أن الجيش الروسي قادر على إسقاط 580 رأسا حربيا من طائرات توبوليف القاذفة.
ومن الناحية الدفاعية، تبدو روسيا أيضا مجهزة بشكل جيد، ويمكنها الاعتماد على 387 رأسا نوويا قابلة للتركيب على نحو 900 صاروخ مضاد للصواريخ الباليستية، إضافة إلى 500 رأس يتم إطلاقها من طائرات مقاتلة من طراز توبوليف وسوخوي وميغ، ونحو 1912 رأسا نوويا جاهزة للنشر في حالة وقوع هجوم، كما تشمل الدفاعات الروسية درعا صاروخيا وأنظمة تحكم في الفضاء ودفاعا جويا ومضادات للأقمار الصناعية.
وأفادت الصحيفة الفرنسية بأن روسيا تمتلك نحو 6 آلاف رأس نووي ما يجعلها القوة الرائدة في العالم في هذا المجال قبل الولايات المتحدة، إلا أن هذه الأسلحة ليست جميعها جاهزة للعمل، إذ يقول الباحثان هانز كريستنسن ومات كوردا، في جردهما للترسانة النووية الروسية، إن ما هو منتشر حاليا وجاهز للاستخدام لا يتجاوز 1600 رأس نووي.
لكن «قوة الردع» الروسية التي ذكرها بوتين تأخذ في الحسبان أيضا الردع التقليدي بصواريخ كروز بعيدة المدى بقدرة هجومية دقيقة للغاية، ويؤكد الباحث ديلانوي أن هذه الترسانة مستخدمة منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وتساءلت الصحيفة ما الذي يغيره هذا الاستنفار الذي أمر به بوتين؟ وأجاب الباحث بأن المصطلح الذي لفت انتباهه هو عبارة «نظام خاص»، لأن القوات النووية بحكم التعريف دائما في حالة تأهب، ولكن الفكرة هي أن تكون قادرة على الرد بشكل آلي.
وقال الجنرال الروسي السابق بوريس سولوفيوف لصحيفة «كومسومولسكايا برافدا» اليومية، إن هذا هو أعلى مستوى من الاستعداد القتالي، والمستوى التالي هو مستوى التأهب الكامل، الذي يعني احتمال تفعيل «الزر الأحمر» في أي وقت، كاشفا أن «الحقيبة النووية» متاحة فقط لثلاثة أشخاص، هم الرئيس، ووزير الدفاع، وقائد هيئة الأركان العامة.
لكن ماذا وراء تهديد بوتين بالردع النووي، الذي يعني في ما يعنيه عدم الرغبة في استخدامه؟ يقول ديلانوي إن «ما يلفت النظر هو أن الترسانة النووية الروسية تتمتع قبل كل شيء بقدرة هجومية على مستويين، وكأن بوتين يهدد باستخدامها في المستوى الأول».
ورجح ديلانوي عدة سيناريوهات رغم صعوبة التنبؤ برغبات الرئيس الروسي، ومن بين هذه السيناريوهات أن بوتين قد يرغب فقط في تقصير التسلسل القيادي لإطلاق الأسلحة النووية، أما الفرضية الأخيرة فهي احتمال تجهيز بعض منصات الإطلاق بصواريخ مزدوجة القدرة ومسلحة بشحنة تقليدية وشحنة نووية.