وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الحرب في أوكرانيا بأنها أخطر مواجهة يشهدها العالم منذ أزمة الصواريخ الكوبية، معتبرة أنها أكثر الأحداث قدرة على إحداث تحول في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ورصد الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي توماس فريدمان في مقالة له بالصحيفة، 3 سيناريوهات محتملة لنهاية الحرب، بعضها كارثي وبعضها ينطوي على تفاهمات يصفها بـ«القذرة».
وحذر فريدمان من أن ما يحدث الآن يشير إلى احتمال قتل أكبر عدد ممكن من الناس وتدمير أكبر قدر ممكن من البنية التحتية الأوكرانية، مضيفاً إذا لم يتمكن الغرب من وقف ذلك فإن هذا السيناريو قد يجعل من روسيا بلداً منبوذاً في شتى أنحاء العالم. وأفاد بأن كل يوم تتواصل فيه العمليات العسكرية في أوكرانيا يقرب العالم خطوة نحو أبواب الجحيم -على حد تعبيره.
إلا أن التدخل الغربي - في رأي فريدمان- قد يشعل أول حرب يستخدم فيها السلاح النووي في قلب أوروبا، وفي المقابل، فإن استمرار الوضع الراهن يمكن أن يحيل كييف إلى أنقاض على النحو الذي جرى في حلب وغروزني، وإنشاء أفغانستان أخرى في أوروبا، ما يؤدي إلى انتشار الفوضى وتدفق اللاجئين.
ولفت إلى أن أهداف بوتين من الحرب لا تقتصر على الحيلولة دون انضمام أوكرانيا إلى «الناتو»، بل يسعى إلى خلق «عالم روسي» يكون فيه الأوكرانيون والروس «شعباً واحداً»، وأن مهمته هي «إعادة جمع كل الناطقين باللغة الروسية في مختلف الأماكن التي كانت تنتمي في وقت ما إلى روسيا القيصرية».
وأما السيناريو الثاني الذي يمكن أن تؤول إليه نهاية الحرب فهو صمود الجيش والشعب الأوكراني لفترة كافية، وأن تلحق العقوبات الاقتصادية ضرراً بالغاً بالاقتصاد الروسي على نحو يحمل كلا طرفي الحرب على السعي للتوصل إلى تسوية «قذرة» -على حد وصف الكاتب.
وتوقع أن تشمل تلك التسوية وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الروسية مقابل تنازل أوكرانيا رسمياً عن المناطق الشرقية الواقعة الآن تحت سيطرة روسيا، وتعهد رسمي من كييف بعدم الانضمام إلى الناتو، وتوافق الولايات المتحدة وحلفاؤها على رفع العقوبات الاقتصادية عن روسيا، لكن فريدمان لا يرجح هذا السيناريو.
والسيناريو الثالث -الأقل احتمالاً- أن يهبّ الشعب الروسي ضد الحرب. ويرى فريدمان أنه من السابق لأوانه الجزم بدلالة الاحتجاجات الشعبية الروسية. ويخلص فريدمان إلى أن استمرار الحرب سيدفع روسيا إلى سجن كبير نظراً للعزلة الدولية التي ستفرض عليها.