تفاقمت المخاوف العالمية بشأن استخدام الأسلحة الحرارية أو القنابل الفراغية، بعد أن أعلن السفير الأوكراني لدى واشنطن أن قنبلة فراغية قد استخدمت خلال الهجوم الحالي على بلاده.
ورغم أن تلك المعلومات لم تتأكد بعد، فإن صحيفة «الغارديان» أفادت بأن لقطات من أوكرانيا أظهرت قاذفات صواريخ حرارية على مركبات «توس-1» (TOS-1) الروسية.
ونقلت عن كبير المحللين في معهد السياسة الإستراتيجية الأسترالي الدكتور ماركوس هيلير قوله: حتى إن لم يتضح بعد ما إذا كانت روسيا قد نشرت هذه الأسلحة بعد في أوكرانيا، فإن الأمر مجرد مسألة وقت.
تحتوي القنبلة الفراغية على ذخيرة من وقود صلب يحترق بسرعة عالية ويتحول إلى غاز أو سائل رذاذي ملتهب يمتص الأكسجين، فيهجم الضغط الجوي من جميع الجهات ليعوض الأكسجين المنعدم.
وتحدث عند انفجارها غيمة تفجيرية تنتج عنها كرة نارية هائلة وتفريغ كبير في الضغط. وتبلغ الحرارة الناتجة عن عملية التفجير نحو 3 آلاف درجة مئوية، فتكون بذلك ضعف الحرارة الناتجة عن القنابل التقليدية.
وبحسب المعلومات الواردة في التقرير، فإن التدمير لا يقتصر على المنطقة المستهدفة على واجهات المباني أو السطوح، بل إن الأجزاء الخلفية من كل ما هو موجود يصيبها الدمار أيضا. وحتى الأهداف التي توجد تحت الأرض كالمخابئ والمخازن والأنفاق فإنها تصاب بالدمار. وهذه الأهداف المحصنة لا تصلها الأسلحة التقليدية غالبا، غير أن القنبلة الفراغية تصيبها.
والقنبلة الفراغية من القنابل التي يحظر استخدامها بحسب الاتفاقيات الدولية شأنها في ذلك شأن القنابل الفسفورية وقنابل النابالم والقنابل الانشطارية والقنابل العنقودية. وتستخدم لأغراض متنوعة، وتأتي بأحجام مختلفة.
ونقلت الصحيفة عن هيلير قوله: إن ما قد نراه في أوكرانيا هو أن روسيا قد تستخدمها ضد «الملاجئ المحصنة» لتدمير المواقع الدفاعية للأوكرانيين، ولديها نماذج كبيرة للغاية من هذه الأسلحة يمكن أن تطلق من الجو لتدمير الكهوف ومجمعات الأنفاق.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة اعتمدت عليها في محاولاتها للقضاء على عناصر تنظيم القاعدة في جبال أفغانستان، وروسيا لديها سجل حافل في استخدام هذا النوع من الأسلحة أكثر بكثير من الغرب، كما أن لديها مثل هذه الأسلحة بجميع الأحجام والأنظمة، من أسلحة تكتيكية صغيرة إلى قنابل ضخمة تطلق من الجو.
ويؤكد هيلير أن الأسلحة الحرارية كانت فعالة في تحقيق «هدفها المحدد» المتمثل في «تدمير المواقع الدفاعية بشكل أساسي». وفي حين أنها لا تستخدم لاختراق دبابة، فإنها يمكن أن تكون «سلاحا مدمرا للغاية» ضد مجمع سكني أو أي مبنى آخر. وحذر من أن آثارها يمكن أن تكون مروعة للغاية، بسبب تأثيرها الهائل المتمثل في خلق فراغ وامتصاص الهواء من رئات المدافعين.