ضربت صحافة الموبايل شاشات التلفزيون الإخبارية العالمية والمحلية وأبعدتها خلف المرمى في الحرب الروسية الأوكرانية بعدما اختار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الموبايل للحفاظ على كرسيه في قيادة بلاده بعدما خاطب شعبه وجيشه من خلال مقاطع فيديو يطمئنهم على تواجده في البلاد بعدما أشيعت أنباء عن هروب مسؤولين أوكرانيين من كييف بقيادة زيلينسكي، وهو أمر نفاه في ظهوره المتكرر عبر شاشة الجوال وبعيداً عن شبكات القنوات الإخبارية العالمية التي احتارات في كيفية التغطية الحية وتحقيق سبق في هذه الحرب التي تسميها موسكو «النازيين الجدد» في كييف، في إشارة إلى قادة الحكومة الأوكرانية.
ودعا الرئيس الأوكراني الأوكرانيين عبر الموبايل في أول ظهور له إلى عدم الاستسلام والدفاع عن العاصمة كييف، حيث تخوض القوات الأوكرانية مواجهات مع بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
وكان زيلينسكي اختار هاتفه المحمول من صناعة شركة أبل العالميّة، ليصور مقطعا من أمام مقره في العاصمة كييف، وقال الرئيس الأوكراني الذي تخلى منذ بدء المعارك عن بذته التقليدية: «أنا هنا لن نسلم السلاح وسندافع عن بلادنا»، في رسالة فيديو نشرت صباحا على فيسبوك وتويتر، وألحقه في مقطع الفيديو مصور عبر الهاتف المحمول هو الثاني، حيث ظهر الرئيس الأوكراني في الليلة التي اعتبرها الأصعب يحيط به 4 من قيادات حكومته بمن فيهم رئيس الوزراء ومدير مكتبه، مطالبا مواطنيه بالتصدي للقوات الروسية.
واختار زيلينسكي الذي بدأ حياته ممثلا كوميديا أن يرسم لنفسه صورة جديدة عبر هاتفه المحمول وبخلاف ما قاله فور انتخابه من جاهز «للركوع» من أجل تفادي «نزاع عسكري» بين «الشعبين الشقيقين»، بعد أن ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم وبدء الحرب في الشرق بوقت قصير.
ويسعى الممثل الكوميدي الذي بدأ حياته الفنية رئيسا «وهميا» لأوكرانيا في مسلسل تلفزيوني، أن يؤكد للعالم أنه قائد فعلي للبلاد.
صحافة الموبايل أكثر أمانًا في الحروب، ويمكن أن تكون عملاً محفوفًا بالمخاطر سواء كان ذلك يغطي كارثة طبيعية أو يقدم تقريرا من منطقة حرب، فقد تكون تغطية قصة ما أمرا خطيرا، لكن القيام بها من جهاز محمول يجعلك أكثر قدرة على الحركة، وعدم لفت الانتباه إلى ما تقوم به عندما تكون في هذه المواقف الأكثر خطورة.