تستعد القوات الروسية لشن هجوم واسع على مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود، مع مواصلة قواتها الضغط على جنوب أوكرانيا.
وكشف مسؤول في استخبارات غربية لصحيفة «فايننشال تايمز»، أن الاستيلاء على أوديسا يشكل تحدياً للقوات الروسية لأن الجنود الأوكرانيين كانوا يعدون مواقع دفاعية لمواجهة أي هجوم بري، لافتا إلى أن القوات الروسية يمكنها استخدام قطعها البحرية في البحر الأسود للهجوم على المدينة ولكن لا توجد أدلة على أنهم اتخذوا قراراً مؤكداً.
وسيطرة روسيا على أوديسا ثالث أكبر مدن أوكرانيا، ومينائها الرئيسي على ساحل البحر الأسود، تمنحها هيمنة كبيرة على سواحل البحر الأسود، بجانب اقترابها من القوات الانفصالية الموالية لموسكو داخل منطقة ترانسدنيستريا في جمهورية مولدافيا على الحدود الأوكرانية.
وكان مسؤولون أمريكيون رجحوا تعرّض أوديسا لهجوم برمائي روسي بعد رصد توجه عدة سفن حربية من شبه جزيرة القرم إلى المدينة الواقعة جنوب أوكرانيا، بحسب شبكة «فوكس نيوز».
وحذر مراقبون من أن احتلال روسيا ما تبقى من سواحل أوكرانيا وصولاً إلى دلتا الدانوب، يضعها على تماس مباشر مع رومانيا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي.
وتوقع المسؤول الغربي أن تكون التأخيرات العسكرية الروسية قد مكنّت أوكرانيا من تعزيز وضعها الدفاعي إلى حد كبير، ما يجعل العمليات البرمائية أكثر صعوبة، لافتا إلى أن هناك تهديداً برياً وبحرياً لأوديسا، لكن روسيا ستحتاج إلى مزيد من الوقت للقتال.
ورصدت شبكة «سي إن إن» تشكيل الأوكرانيين في أوديسا سلسلة بشرية لملء حقائب رملية استعداداً لهجوم روسي، إذ عكفت مجموعة من الشباب على تعبئة أكياس رمل من الشاطئ، ووضعها في شاحنات لنقلها إلى وسط المدينة.
وبحسب صحيفة «واشنطن بوست»، فإن من الممكن أن تهاجم روسيا أوديسا من السفن الحربية الموجودة في البحر الأسود، أو من الشرق حيث تسيطر القوات الروسية على ميناء خيرسون، كما أنها تقدمت شمالاً إلى ميكولاييف. كما يمكن أن تأتي الهجمات على أوديسا من الغرب، حيث تنتشر القوات الروسية في جيب ترانسنيستريا الانفصالي بمولدوفا، على طول رقعة من الحدود مع مولدوفا وأوكرانيا.