فيما تنطلق اليوم (الإثنين) الجولة الثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية على الحدود البولندية البيلاروسية، أعلنت روسيا أنها ستوقف القتال مؤقتا لفتح 6 ممرات إنسانية، في حين طالبتها كييف بتثبيت وقف إطلاق النار، رافضة خروج المدنيين إلى بيلاروسيا وروسيا.
وتوقع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«عكاظ» أن تتمحور مفاوضات الجولة الثالثة حول خمسة ملفات أساسية أهمها وقف إطلاق النار بين الطرفين، والحفاظ على وصول الإمدادات والمساعدات الإنسانية للمدن الأوكرانية المحاصرة، وإقامة ممرات آمنة لمغادرة المدنيين والاوكرانيين المسلحين بشرط إلقاء أسلحتهم، ومناقشة موقف أوكرانيا من الانضمام لحلف الناتو، وتسوية الخلاف بين البلدين في ما يخص شبه جزيرة القرم.
وأشار إلى أنه من الصعب نجاح كل تلك الملفات دفعة واحدة، نظراً لتشابك الموقف الدولي فيها وتعدد أطراف الأزمة، في الوقت الذي تسيطر قوات الجيش الروسي على جزء كبير من أراضي أوكرانيا خصوصاً الموجودة في الجنوب والشرق وبعض المدن الكبرى، فضلاً عن مساعيها للسيطرة على «أوديسا» التي تعتبر العاصمة الاقتصادية لأوكرانيا.
وأوضح فهمي أن وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا ستترتب عليه مرحلة جديدة بين الجانبين خصوصا أن القوات الروسية تفاوض وهي على الأرض الأوكرانية ما يجعلها في موقف قوة، واصفاً الملفات المطروحة على طاولة المفاوضات بـ«الحساسة» للجانبين ولذا فإن الترتيبات الأمنية لتنفيذها قد تستغرق عدة أشهر، فخروجها من البلاد امر صعب حتى في حال نجاح المفاوضات.
ورجح استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة رفع روسيا سقف شروطها على الناتو وأمريكا بهدف حماية امنها ووقف التوسع الغربي تجاه اوكرانيا ودول حدودها الجغرافية، لافتاً إلى أن الصراع بين موسكو وكييف لم يعد عسكرياً بل بات يحمل أبعاداً سيبرانية، وانتقل مسرح العمليات من إدارة الأنظمة الدفاعية إلى شن هجمات إلكترونية، كان آخرها اختراق الموقع الرسمي للكرملين.