مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا أسبوعه الثاني، طرحت صحيفة «لوتان» (Le Temps) السويسرية عدة سيناريوهات لما يتوقع أن تنتهي إليه الحرب، وما يمكن أن ينتج عنها من عواقب اقتصادية في تقرير مطول كتبه رام أتواريا، لويس لما، سيمون بيتيت، وريشارد وارلي.
انتصار بثمن بخس يبقى انتصار روسيا السيناريو الأكثر ترجيحًا على الرغم من المقاومة الشرسة من الأوكرانيين، فبعد فشل رهانهم في كييف والتقدم البطيء للغاية شمال العاصمة، تواصل القوات الروسية التقدم على جبهات أخرى، خصوصا في جنوبي أوكرانيا، ما ينذر بأسابيع طويلة من القتال المكثف وعشرات الآلاف من القتلى المدنيين، وهو ما يضع القادة الغربيين تحت ضغط كبير مع طلب المزيد من التدخل لتجنب حرب مفتوحة لكن عواقب احتلال أوكرانيا ووضع رئيس موال لموسكو سيضاعف عزلة بوتين على المسرح الدولي.
اقتصاديا، إذا انتصرت روسيا فسيتم الإبقاء على العقوبات إن لم يتم تعزيزها، وستقطع البنوك الروسية تماما عن نظام «سويفت» وسيتوقف الاتحاد الأوروبي عن استيراد الغاز والنفط الروسي ما سيحرم موسكو من مكاسبها في مجال الطاقة، كما أن روسيا وأوكرانيا لن تتمكنا من تصدير موادهما الأولية ولا منتجاتهما الزراعية.
حل تفاوضي هش ليس هناك الكثير مما يمكن توقعه من مفاوضات بيلاروسيا ولا يزال بوتين وجيشه يهدفان إلى القضاء على الجيش الأوكراني بشكل نهائي. وهناك حديث روسي باعتراف دولي بتبعية جزيرة القرم لها، كما أن موسكو مهتمة بالجهة الجنوبية لأوكرانيا التي تمثل بالنسبة لها أهمية إستراتيجية كبيرة.
وإذا فشلت موسكو في عزل زيلينسكي، فهل يمكن أن يكتفي بوتين بهذه المكاسب الإقليمية المحدودة؟ لكن الاتجاهات التالية التي سيتخذها الهجوم الروسي ستكشف نوايا الكرملين، فهناك حديث عن إنزال لاحتلال أوديسا ما يحرم أوكرانيا من إمكانية الوصول إلى البحر الأسود.
هذا السيناريو بمثابة تقسيم لأوكرانيا، فهل يمكن أن يستمر أم أنه سيمثل مرحلة أخرى من تقسيم روسيا لجارتها ستنقلب لاحقا عليها؟ توسيع الصراع غربًا السيناريو الأكثر إثارة للرعب بالنسبة لقوات حلف شمال الأطلسي يمكن أن يتم عبر هجوم بالمدرعات مدعوم بطائرات الهجمات الأرضية «سو-255-إم» المتمركزة حاليًا في مطار بريست البيلاروسي، لقطع اتصالات المقاومة وخطوط إمدادها غربي أوكرانيا والالتفاف على كييف واحتلالها.
هذا السيناريو المخيف سيؤدي لانسحاب القوات الأوكرانية باتجاه الحدود البولندية، واعتراض الجيش الروسي قوافل الأسلحة التي يزودها الأوروبيون، ولكن إذا اقتربت القوات الروسية من مدينة لفيف، على بعد 70 كيلومترا من بولندا، فإن أدنى انزلاق يمكن أن يكون له عواقب لا تحصى.
وسيؤدي هذا السيناريو لتعزيز العقوبات وتوقف إنتاج النفط والغاز وسترتفع الأسعار العالمية وسيدخل الاتحاد الأوروبي في حالة من الركود التضخمي.
الهزيمة الروسية أما سيناريو هزيمة روسيا فحتى لو تبين أن الهجوم على أوكرانيا كان بمثابة كارثة لموسكو، فإن الدول المتحالفة مع أوكرانيا مجمعة على محاولة إيجاد مخرج يضمن الاستقرار بعد ذلك، وفي هذا السيناريو سيسعى بوتين أو خليفته إلى إعادة بلاده إلى المسار الصحيح وتقريبها من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.