حسم رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي موقفه من الانتخابات النيابية المرتقبة، فأعلن عزوفه عن الترشح لينضم إلى نادي «العازفين» الذي يضم إلى جانبه رئيسي الوزراء السابقين سعد الحريري وتمام سلام.
وقال ميقاتي في رسالة عزوفه اليوم (الاثنين): إن الانتخابات النيابية تشكل محطة أساسية في مسار العمل البرلماني الذي يتميز به لبنان، وفي هذه المرحلة الدقيقة التي يعيشها وطننا، تنظر الغالبية الساحقة من اللبنانيين إلى هذا الاستحقاق بكونه معبرا ضروريا لنقل لبنان من مرحلة إلى أخرى وتجديد الحياة السياسية على نحو متقدم.
وأضاف أنه من هذا المنطلق، واحتراما لرأي شريحة واسعة من اللبنانيين تطالب بالتغيير، والتزاما بأحكام الدستور والقوانين، وتجاوبا مع رغبة أصدقاء لبنان وأشقائه، تعهدت حكومتنا بإجراء الانتخابات في موعدها في الخامس عشر من مايو وإتمامها بكل نزاهة وشفافية وتوفير السُبل كافة لنجاحها.
وقبل ساعات من موعد إقفال باب الترشح، دعا ميقاتي جميع الراغبين في خوض هذا الاستحقاق إلى التقدّم بترشيحاتهم، ولتكن المنافسة الفعلية في هذا الإطار على ما يلبي طموحات اللبنانيين في التغيير الحقيقي، والبرامج الإنقاذية، وليس على نبش الأحقاد وتأجيج الخلافات والانقسامات والعودة إلى الاصطفافات السياسية التي لا طائل منها. واعتبر أن التجارب الماضية أثبتت أن لا أحد يمكنه إلغاء أحد، وأن هذا البلد لا يحكم إلا بالشراكة بين جميع أبنائه، مهما اختلفت آراؤهم وتباينت توجهاتهم.
وحول سبب عزوفه قال ميقاتي: «انطلاقا من قناعتي بأن يكون المسؤول مجردا بالكامل من أي مصلحة، لاسيما في هذا الاستحقاق الديموقراطي الذي نحن مقبلون عليه، ولأن تجربة الحكومة التي ترأستها عام ٢٠٠٥ قدمت نموذجا في الفصل بين إدارة الانتخابات وعدم الترشح، واستطعنا من خلالها نقل البلد من ضفة إلى أخرى في أصعب مرحلة، لهذه الأسباب أعلن عزوفي عن الترشح للانتخابات، متمنياً التوفيق للجميع، وسأدعم جهود من يختارهم الناس وأتعاون مع الجميع لما فيه المصلحة العامة».
وأكد أنه مستمر بالعمل حكوميا لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية، قدر ما تسمح الإمكانات، ووضع لبنان على سكة التعافي بمساعدة ودعم جميع الأصدقاء والأشقاء، وبالتعاون مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.