حذرت مجلة «إيكونوميست» من أن خطر حدوث كارثة نووية في ظل تواصل الحرب الروسية - الأوكرانية يبدو محتملا بشكل مقلق إلا أنه ليس وشيكا. واعتبرت المجلة البريطانية في تقرير لها أن فرص تصعيد الصراع الدائر حاليا لحرب نووية أكبر مما كان عليه الحال منذ أكثر من نصف قرن.
ولفتت إلى أنه رغم أن طرفا واحدا في الحرب لديه ترسانة نووية، بينما الآخر الأوكراني كان يمتلكها وحتى فترة قصيرة من استقلاله عام 1991 دون أن تكون له سلطة سياسية عليها، فإن أحدا لا يضمن التزام الخصم الذي ليس لديه رؤوس نووية بضبط النفس، خصوصا أن لدى حلف شمال الأطلسي الذي يمد أوكرانيا بالسلاح ويحشد قواته في المنطقة الكثير من هذه الأسلحة الفتاكة.
ورأت أن أبسط سيناريو نووي في رؤية بوتين وهو يحاول في حال واجه هزيمة صريحة قلب الموازين من خلال إطلاق سلاح نووي.
وقال كريستوفر تشيفيس الذي شغل منصب كبير مسؤولي المخابرات الأمريكية في أوروبا بين عامي 2018 و2021، إنه في العديد من عمليات المحاكاة الحربية التي أقيمت بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، اختار الخبراء والضباط العسكريون الغربيون الذين يلعبون دور روسيا أحيانا سيناريو تفجير نووي على ارتفاعات عالية «يؤثر على منظومات الاتصال في رقعة جغرافية واسعة ويجعل الأنوار تنطفئ حتى حدود أوسلو».
وتحدثت «إيكونوميست» عن احتمال آخر وهو أن الدول الغربية قد تعمل على الضغط الداخلي لمحاولة وقف إراقة الدماء، خصوصا إذا تصاعدت الحرب في أوكرانيا باستخدام الأسلحة الكيميائية على سيبل المثال.
وأفادت بأن المزاعم الروسية أن أوكرانيا تمتلك مثل هذه الأسلحة قد تمهد لعملية كاذبة تستخدمها موسكو لتبرير المزيد من الانتقام، معتبرة أن من شأن مثل هكذا تكتيكات بث الرعب في صفوف الأوكرانيين وإرسال رسالة إلى الناتو بأن موسكو لا تعتزم التوقف عند أي حد، ما سيشكل ضغطاً هائلاً على الحلف لإجبار الروس من خلال القوة على وقف هجماتهم.