مع دخول الحرب الروسية - الأوكرانية شهرها الثاني، كشفت المخابرات الأوكرانية بأن حرب عصابات وشوارع ستنطلق قريبا ضد الروس.
واتهم رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، اليوم (الأحد)، روسيا بمحاولة تقسيم بلاده إلى قسمين لإنشاء منطقة يسيطر عليها الروس بعد فشلهم في السيطرة على البلاد بأكملها، وفق تعبيره. وقال في بيان إن روسيا تحاول إقامة ما يشبه «الكوريّتين واحدة شمالية وأخرى جنوبية في أوكرانيا».
وأكد أن القوات الأوكرانية ستشن قريبا حرب عصابات في الأراضي التي تحتلها القوات الروسية. واتهم موسكو بمحاولة جمع المناطق التي تحتلها على الأراضي الأوكرانية بكيان يشبه الدولة.
ويشهد عدد من المدن الجنوبية الأوكرانية معارك طاحنة وحرب شوارع فعلية خصوصا في ماريوبول الإستراتيجية التي حوصرت على مدى أسابيع على وقع قصف روسي عنيف، فيما تسعى القوات الروسية إلى الوصول لتلك المدينة الساحلية مع المناطق التي تسيطر عليها شرق البلاد.
في غضون ذلك، بدأ حلف شمال الأطلسي (الناتو) في زيادة قواته على أراضي دول أوروبا الشرقية، مؤكدا أنه سيضاعف عدد الدول التي تتواجد فيها تلك القوات القتالية إلى ثمانية. وانضمت مجموعات القتال الجديدة التابعة للناتو في بلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا إلى قوات مماثلة في دول البلطيق وبولندا. فيما تتواجد أكثر من ربع القوات الخاضعة للقيادة المباشرة للحلف في بولندا، التي تشترك في جزء كبير من حدودها مع أوكرانيا. ويرابض 120 ألف جندي إضافي من الجيش البولندي على أهبة الاستعداد وهي أكثر نسبة من أي بلد مضيف في الحلف، بحسب ما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز». وكشفت خريطة نشرها موقع الناتو وجود 9 آلاف جندي في إستونيا، ونفس العدد تقريباً في لاتفيا، أما ليتوانيا فتضم أكثر من 20 ألف مقاتل.
وعلى الحدود الغربية لأوكرانيا، يتواجد 15100 جندي في سلوفاكيا، و24800 في المجر، و79300 في رومانيا، و26900 في بلغاريا.
يذكر أن الناتو يتكون من 30 دولة الآن ومقره العاصمة البلجيكية بروكسل، لكنه عندما تأسس عام 1949 كان يشمل 12 دولة فقط، هي الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وبلجيكا، والدنمارك، وفرنسا، وأيسلندا، وإيطاليا، ولوكسمبورغ، وهولندا، والنرويج، والبرتغال.
وفي عام 1952 انضمت اليونان وتركيا، وفي عام 1955 انضمت ألمانيا الغربية إلى الحلف، وبعدها إسبانيا عام 1982، ليصبح عدد المنضمين للحلف 16 دولة.
لكن بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وانهيار حلف وارسو، بدأت دول شرق أوروبا التي كانت جزءاً من الحلف الشيوعي السابق في الانضمام للناتو، إذ انضمت بولندا والمجر والتشيك عام 1999.
كذلك انضمت رومانيا وسلوفينيا وسلوفاكيا وبلغاريا عام 2004، وهو العام نفسه الذي شهد انضمام دول البلطيق الثلاث التي احتلها الاتحاد السوفياتي في نهاية الحرب العالمية الثانية، وهي لاتفيا وليتوانيا وإستونيا.
ثم انضمت ألبانيا وكرواتيا عام 2009، وجمهورية الجبل الأسود (مونتينيغرو) عام 2017، وكانت جمهورية شمال مقدونيا هي الدولة الثلاثين والأخيرة التي تنضم للناتو عام 2020.