رغم أحاديث غربية وإيرانية عن قرب التوصل إلى إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 إلا أن أزمة الحرس الثوري وإصرار طهران على إزالته من القائمة الإرهابية يمكن أن تقوض الآمال بإحداث اختراق في مفاوضات فيينا.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران روبرت مالي لقناة «سي إن إن»: إن الاتفاق النووي «ليس قريبا وليس أمرا محتوما» نظرًا للقضايا العالقة التي تهم جدا الأطراف المشاركة في المحادثات، وأحدها مطالبات طهران بشأن الحرس الثوري.
ووفقا للشبكة الأمريكية، فإن إصرار إيران على تغيير تصنيف الحرس الثوري «منظمة أجنبية إرهابية» هو آخر نقطة خلاف رئيسية في المحادثات، حيث لا يظهر أي من الجانبين أي بوادر جديدة على توافق. ولفتت إلى أنه بعيدا عن الامتثال النووي، لا يزال ما تعرضه طهران مقابل الرفع من قائمة الإرهاب غير واضح.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس الإجابة عن سؤال الأسبوع الماضي بشأن تقرير نشره موقع «أكسيوس» يزعم أن طهران ستلتزم علانية بخفض التصعيد في الشرق الأوسط إذا رفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية.
ويواصل أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الضغط على إدارة بايدن في قضية الصفقة النووية وملف إزالة الحرس الثوري والمليشيات الحوثية من قائمة الإرهاب، خصوصا بعد تصعيدهم الأخير في الشرق الأوسط.
وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس بيل هاغرتي: «يريد بايدن الآن إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية للحصول على اتفاق نووي إيراني جديد، وكلنا نعرف ما سيأتي بعد ذلك».
فيما كشف السيناتور الديمقراطي كريس كونز، أن لديه مخاوف عميقة بشأن احتمال إزالة الحرس الثوري من قائمة الجماعات الإرهابية، مؤكدا أن الحرس الثوري لا يزال عنصرًا خطيرًا ومزعزعًا للاستقرار. وأضاف: «لا أفهم لماذا يجب إزالة الحرس الثوري من قائمة الجماعات الإرهابية». وقال إن قمع حقوق الإنسان، وتصدير العنف إلى المنطقة، وبرنامج إيران للصواريخ الباليستية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في المفاوضات.
وأكد كونز أن التركيز على القضية النووية وحدها لا يكفي، وأن الاتفاق الجيد يجب أن يغطي جميع جوانب أنشطة إيران. وأضاف أن إدراج القضايا غير النووية في المحادثات لا يبدو على القائمة التي ترغب إيران التفاوض بشأنها، لكن إيران نفسها قدمت مطالب كثيرة في المفاوضات.
وقال إن إيران ترتكب ثلاثة أخطاء كبرى على الأقل: من ناحية، تنتهك باستمرار وبشكل واسع حقوق المواطنين الإيرانيين، ومن ناحية أخرى تدعم حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن عبر الحرس الثوري الذي يروج للعنف في المنطقة وحتى في جميع أنحاء العالم.