وسط اتهامات متبادلة بين موسكو وكييف حول تلغيم البحر الأسود واحتجاز السفن، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم (الخميس) أن الحلف لا يرى انسحاباً للقوات الروسية، متوقعاً هجمات إضافية.
وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي في بروكسل: «إن المعلومات الاستخباراتية التي بحوزة الناتو تفيد بأن الوحدات الروسية ليست بصدد الانسحاب بل تعيد تموضعها»، موضحاً أن الروس يعيدون تموضعهم فقط بغية إعادة تجميع الصفوف وتعزيز الهجوم في منطقة دونباس في الشرق الأوكراني.
وأضاف: «روسيا تواصل الضغط على كييف ومدن أخرى، لذا من المتوقع أن تشن هجمات إضافية ستتسبب بمعاناة أكثر في أوكرانيا»، مشيراً إلى أنه لا يمكن الأخذ بالتعهدات والأقوال الروسية في الوقت الحالي وأن الحلف مستمر بدعم السلطات الأوكرانية وتسليحها للدفاع عن أراضيها.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي قد أكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغه أن وقف إطلاق النار مستبعد في الوقت الحالي، قائلا في مؤتمر صحافي: «حين سأل بوتين عن تلك النقطة خلال مكالمة جرت بينهما أمس (الأربعاء)، أكد له أن الظروف حاليا غير مناسبة لوقف النار».
وأشار دراجي إلى أن الرئيس الروسي أخبره أيضا أن العقود المبرمة بين موسكو والدول الأوروبية لا تزال سارية المفعول، ملمحا إلى إمكانية استمرار الشركات الأوروبية في الدفع باليورو والدولار، مضيفاً: «ما فهمته، ولكن قد أكون مخطئاً، هو أن تحويل الدفعات أو المبالغ أمر داخلي يخص روسيا الاتحادية».
بالمقابل، نفت وزارة الدفاع الروسية اليوم تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حول تلغيم روسيا للبحر الأسود، متهمة البحرية الأوكرانية بوضع 420 لغما.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن وزارة الدفاع قولها: «لا أحد يستطيع معرفة إلى أين انجرفت الألغام الأوكرانية في البحر الأسود»، نافية اتهامات زيلينسكي لموسكو بمحاصرة السفن الأجنبية في الموانئ الأوكرانية.
وقالت الوزارة: «كييف هي من تحاصر وهناك 68 سفينة»، مضيفة: «السلطات الأوكرانية لا تفرج عن السفن الأجنبية من الموانئ وتهدد بإغراقها».