بإعلان الأمم المتحدة التوصل إلى هدنة لمدة شهرين دخلت الأزمة اليمنية مرحلة جديدة خصوصاً في ظل الجهود الخليجية لإنجاح المشاورات اليمنية التي ستمثل خارطة طريق للسلام الدائم والشامل في اليمن.
واعتبر وزير الخارجية المصرية السابق السفير محمد العرابي أن إعلان الهدنة لمدة شهرين فى اليمن بموافقة جميع الأطراف يعد انتصاراً لصوت السلام، وتجاوباً مع رغبة كل اليمنيين بإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 8 سنوات، مطالباً جميع اليمنيين بمن فيهم الحوثي بالسعي لوقف إطلاق النار، وإثبات النيات الحسنة، وفتح الممرات الإنسانية، وإطلاق عملية سياسية شاملة خصوصاً أن المبادرة تأتي مع بداية الشهر الكريم، التي ربما تكون خطوة إيجابية لمصلحة الجميع.
وقال العرابي: «يجب أن تذهب كل الأطراف اليمنية إلى سلام دائم ينهي الحرب المستعرة في البلاد، وتوحيد جهود صفوف القوى السياسية ووضع آلية تنفيذية ودعم لوجستي لتلك المبادرة، ومواجهة المعرقلين لها بكل قوة»، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى إيجاد ضمانات لتنفيذ الاتفاق من أجل عودة الاستقرار لليمن.
ويرى مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير حسن هريدي أن البيان الأممي يعكس حساً بالمسؤولية لخطورة الوضع اليمنى الذي يواجه الجميع، مبيناً أن التفاف القوى السياسية اليمنية في المشاورات كان له الدور الكبير في بيان الأمم المتحدة. وشدد هريدي على ضرورة تأجيل كل الاختلافات الفرعية بين القوى اليمنية إلى وقت لاحق، والضرب بيد من حديد على كل من يخالف بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه، واصفاً ما تم التوافق عليه بـ«الفرصة الثمينة» التي ربما لن تتكرر، فهي فرصة نادرة لوقف نزيف الدم اليمني وبداية لإعادة الأمور إلى نصابها.
وحذر وزير الخارجية المصري السابق من أي انتكاسة لبنود الاتفاق أو خرق له، لافتاً إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل على تحييد الملف اليمني عن الملف الإيراني، ودخول اليمن إلى هدنة طويلة الأمد.
وطالب هريدي القبائل اليمنية بالقيام بدورها لامتلاكها أدوات الحرب والسلام، مثمناً قرار قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن وقف العمليات العسكرية استجابة للدعوة الخليجية والأممية.