أشار سفير خادم الحرمين لدى لبنان وليد بخاري، إلى أن المملكة العربية السعودية لطالما أكدت اهتمامها وحرصها على استقرار لبنان وانتمائه الوطني، موضحاً أن عودته إلى لبنان جاءت انطلاقا من هذه الرؤية، وأنه لم يكن هناك قطع للعلاقات مع لبنان وإنما إجراء دبلوماسي للتعبير عن موقف كان مسيئا للمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي.
وشدد بخاري على أن المملكة لا تتدخل في الشؤون الداخلية إنما جاءت العودة وفق مشاريع مشتركة، لافتاً إلى مشاريع مشتركة بين السعودية وفرنسا لتقديم الدعم الإنساني وتحقيق الاستقرار في لبنان.
وجاءت تصريحات سفير خادم الحرمين الشريفين بعد مأدبة إفطار أقامها للقوى السيادية في دارة السفارة باليرزة، حيث شارك في الإفطار، كلّ من الرؤساء أمين الجميل، وفؤاد سليمان، وفؤاد السنيورة، وتمام سلام، إضافة إلى السفيرة الفرنسية آن غريو، والسفيرة الأمريكية دوروثي شيا، والسفير البريطاني يان كولارد، ومبعوثة الأمم المتحدة يوانا فرونتيسكا، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والنائب وليد جنبلاط، والنائبة بهية الحريري، والنائب المستقيل سامي الجميل، ووزير الزراعة عباس الحاج حسن.
من جانبه، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: «سعادتي بهذا اللقاء نابعة من عودة الصديق السفير وليد بخاري إلى لبنان بعد هذا الغياب القسري، وقد سمعت منه حرص المملكة، ملكا وولي عهد، على دعم لبنان، وأن تكون دائما إلى جانب لبنان. لم نتحدث عن الغيمة التي مرت في المرحلة السابقة، لأن العلاقات تمر أحيانا بمطبات، ونحن لا نريد أن نذكرها، بل ذكرنا العلاقة التاريخية والمستقبلية بين المملكة ولبنان».
وكشف ميقاتي أنه تحدث مع السفير بخاري عن الشراكة السعودية - الفرنسية في ما يتعلق بدعم ستة قطاعات في لبنان، وقال إن عودته في هذا الشهر الفضيل هي عنوان لمزيد من التعاضد مع الشعب اللبناني.
وأضاف: «هذا هو عنوان شهر رمضان، شهر الرحمة والتعاضد، ومناسبة لشد أواصر المحبة التي تربط لبنان بالمملكة العربية السعودية، التعاضد الذي يؤكده خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، ونأمل أن تكون صفحة جديدة نحو تنمية العلاقات وتطويرها بين البلدين».
وردا على سؤال، قال ميقاتي: «لم أشعر يوما بأن المملكة أغلقت أبوابها أمامي وأمام أي لبناني، فنحن نعلم تماما أن اللبنانيين الموجودين في المملكة محاطون بكل رعاية واهتمام من قبل القيادة، وأنا سأقوم بزيارة للمملكة العربية السعودية قريبا جدا، وإذا أردتم معرفة التاريخ.. خلال شهر رمضان المبارك».
وعن الضمانات التي قدمها لبنان إلى المملكة، قال: «نحن نتحدث عن علاقات بين دولتين، والبيان الذي أصدرته عن حرص لبنان على العلاقات والثوابت اللبنانية في ما يتعلق بأفضل العلاقات مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي هي الأساس، وقد أكدت في بياني أننا ملتزمون بكل ما يحمي سيادة لبنان، وفي الوقت ذاته ألا يكون لبنان منصة أو مصدر إزعاج لأي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي».