ملصقات بموعد الانتخابات التشريعية اللبنانية.
ملصقات بموعد الانتخابات التشريعية اللبنانية.
-A +A
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@
سُنّة لبنان مصممون أن لا يستسلموا، أن لا ييأسوا، لا بل هم مصممون على أن يهزموا «حزب الله» في الصندوق، وواضح كوضوح الشمس كان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان من على منبر صلاة العيد في بيروت، وهو يدعو المسلمين إلى كثافة التصويت والمشاركة في الانتخابات النيابية، وعدم الاستجابة للذين ينادون بالمقاطعة والانكفاء عن العملية السياسية.

لقد طالب المفتي سُنّة لبنان بأن يذهبوا للاقتراع للأكفاء من أبنائهم البعيدين عن الفساد والتلوث السياسي، لم يحدّد لهم لائحة ولا مرشحاً، بل حدّد لهم مواصفات النواب الذين هم بحاجة إليهم.


في انتخابات 2022 معركة السُنّة في لبنان ليست محصورة فقط بمنع «حزب الله» من التطاول على مقاعدهم النيابية، وليست محصورة أيضاً بالدفاع عن دورهم في الحياة السياسية، فلا أحد في الداخل ولا في الخارج قادر على تجاهلهم أو تجاوزهم أو إلغائهم. هم الدولة والدولة هم، هم الموسسات وروح المؤسسات.

معركة السُنّة الحقيقية في انتخابات 2022 هي في الانتقال من مرحلةً التحزّب والولاء للشخص إلى مرحلة الحرية والولاء للطائفة والوطن والضمير. إنهم في هذه الانتخابات يطوون صفحة بما عليها من حسنات وسيئات ليفتحوا صفحة جديدة عنوانها: «لقد تعبنا من التنازلات»، صفحة تقول: «مصالح السُنّة أولاً لأن مصلحتهم هي مصلحة كل البلاد».

في 15 مايو، أي بعد أيام سيفاجئ سُنّة لبنان الجميع، سيذهبون رجالا ونساء وشبابا إلى صندىق الاقتراع لينتخبوا وفق ضميرهم أفضل أبنائهم، فلا فرق لفلان على علان إلا بمدى تمسكه بالهوية العربية وباتفاق الطائف وبكرامة الإنسان في لبنان. سيصوّتون ليس كما يقول الزعيم أو كما يقول الشيخ أو كما تقول العاطفة التي دفعوا من أجلها أكبر الأثمان، سيصوتون لعروبتهم، لعروبة وطنهم، لسيادتهم ولحقهم بالعيش خارج الهيمنة والتسلط والكذب والفساد.

انتخابات 2022 هي لحظة بداية معركة تحرير لبنان من التسلط الإيراني والتجاوزات المليشياوية، من تعدّد السلاح. هي معركة التأكيد أنّ لا سلاح غير سلاح القوى الشرعية اللبنانية، وأنّ قرار السلم والحرب ليس بيد طهران، وأنّ بيروت حرة وستبقى حرة، وإيران لا يمكن إلا أن تكون خارج حدود لبنان.

سُنّة لبنان سينصتون لنداء المفتي لأنه نداء نابع من الضمير، ومن الحرص على مصلحتهم ومصلحة وطنهم، سيذهبون للاقتراع، لن يقاطعوا كرما لعيون أي فلان لطالما كانوا عبر التاريخ أحرارا يجيدون الاختيار والمحاسبة والمساءلة لكائن من كان.

في 15 مايو سُنّة لبنان سيهزمون نصر الله في صندوق الاقتراع.